اقتصاد
كم يكلف اقتصاد إسرائيل بعد هجوم إيران وفق وثائق “CIA” مقارنة بتكلفة حرب 1973؟

الحروب ليست فقط بالسلاح.. ندوب عميقة في اقتصاد إسرائيل
ليست جميع الحروب تُخاض بالمواجهات العسكرية فقط، فبعضها يترك آثاراً أعمق في دفاتر الاقتصاد الوطني، ويظهر ذلك جلياً من خلال التاريخ الحديث والتحديات التي تواجهها إسرائيل في فترات الصراع المختلفة.
مشاهد من الماضي والحاضر
حرب 1973 وتأثيرها الاقتصادي
- خسرت إسرائيل خلال 19 يوماً من الحرب ناتجها القومي بأكثر من 1.4 مليار دولار، مع تراجع قطاعات الإنتاج المدني بنسبة تصل إلى 20%.
- تضاعفت الحاجة للاستدانة وخفض الإنفاق الحكومي، إذ اضطرت الحكومة لفرض سندات إلزامية وتجميد بعض البرامج التنموية.
- ارتفعت ديون إسرائيل الخارجية إلى 4.2 مليار دولار، مع تكاليف خدمة ديون بلغت 600 مليون دولار سنوياً.
هل تكرر السيناريو؟
- بعد أكثر من خمسين عاماً، شهد الاقتصاد الإسرائيلي هجمة جديدة، هذه المرة من إيران التي أطلقت أكثر من 300 صاروخ ومسيرة في هجوم استمر 12 يوماً.
- تكبد الاقتصاد خلال هذا الهجوم حوالي 12 مليار دولار، تمثلت في أضرار مادية مباشرة وتوقف الأنشطة الصناعية والخدمية، بالإضافة إلى تكاليف أنظمة الدفاع الجوي التي بلغت 3 مليارات دولار فقط خلال أيام قليلة.
الفرق في بنية الاقتصاد بين الزمنين
- قبل حرب 1973، كانت إسرائيل تعتمد على الزراعة والصناعة التحويلية والخدمات التقليدية، مع إمكانات تصنيعية ناشئة ومعونات خارجية. وكان القطاع الزراعي يمثل أكثر من 10% من الناتج المحلي.
- أما في 2025، فقد انتقلت إسرائيل إلى اقتصاد عالي التقنية، تعتمد فيه على الصناعات التكنولوجية والدفاع السيبراني، مع شركات ناشئة عالمية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، والصادرات الدفاعية التي تعتبر مصدراً رئيسياً للدخل.
تقديرات الخسائر وفق التضخم والناتج المحلي
- الخسائر في حرب 1973، عند تعديلها وفق التضخم، تقدر بين 34 و41 مليار دولار، أي ما يعادل 3 أضعاف خسائر هجوم إيران في 2025.
- ناتج إسرائيل في 1973 كان حوالي 11.36 مليار دولار، ما يعادل تدمير نصف الاقتصاد تقريبا، بينما في 2024 ناتجها يبلغ 565 مليار دولار، والهجوم الإيراني كلف 2.1% من ذلك فقط.
دور المساعدات والدعم الأميركي
- خلال حرب 1973، أطلقت الولايات المتحدة عملية “نيكل غراس” التي وفرت دعماً عسكرياً مباشراً بقيمة 825 مليون دولار، ساعدت في منع انهيار الاقتصاد الإسرائيلي وضمان استقراره.
- وفي 2025، تلقت إسرائيل دعماً أميركياً دفاعياً واقتصادياً إضافياً، تمثل في تزويدها بصواريخ اعتراض وقطع غيار أنظمة الدفاع، ما خفف من عبء الإنفاق الدفاعي الفوري.
تكلفة يوم واحد من الحرب وأثرها الاقتصادي
- في حرب 1973، كانت تكلفة اليوم الواحد من القتال تتراوح بين 263 و316 مليون دولار، بينما في 2025، بلغت حوالي مليار دولار يومياً، مع أن الأضرار كانت أكثر تركيزاً ولا تزال التقديرات النهائية قيد التحديث.
مستقبل الاقتصاد أمام الصراعات
بينما تظهر نتائج الحرب الراهنة أن إسرائيل لم تدخل في انكماش اقتصادي رسمي حتى الآن، إلا أن التداعيات تظهر في تكلفة الدفاع ومستوى الإنفاق والأثر النفسي على الاقتصاد، مع وجود خلل واضح في كفاءة الإنفاق وتكاليف التكنولوجيا المتقدمة، مما يدعو إلى مراجعة الاستراتيجيات الدفاعية والاقتصادية بشكل مستمر لضمان الاستدامة في مواجهة التحديات المستقبلية.