اقتصاد
بريكس يسعى لملء الفراغ الذي خلفته أميركا في ظل عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس في ظل غياب التأثير الأمريكي والصراعات الجيوسياسية
منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة “بريكس” المعنية بالاقتصادات الناشئة تحديات عديدة في تحديد هدف مشترك يربط بين دولها. ومع تصاعد التوترات التجارية والإجراءات الحمائية، برز دور التنسيق الجماعي لمواجهة السياسات الأحادية والتحديات العالمية.
موقف المجموعة من الإجراءات الحمائية والرسوم الجمركية
- يتوقع أن يصدّق قادة “بريكس” خلال قمتهم الحالية على بيان أدانة “تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة” والرفع غير المبرر للرسوم الجمركية.
- رغم عدم ذكر الولايات المتحدة بالاسم، فإن الرسائل واضحة للدلالة على رفض السياسات التجارية الأمريكية، خاصة قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتقبة في يوليو.
- صرح السفير زوليسا مابهونغو، كبير مفاوضي جنوب أفريقيا، بأن جميع أعضاء المجموعة يتفقون على أن “هذه الرسوم الجمركية غير مجدية”، ولا تخدم التنمية العالمية.
صعود بريكس وتحركاتها وسط غياب واشنطن
- تسعى “بريكس” لملء الفراغ الذي تركه غياب الولايات المتحدة، موجهة رسالة برفضها للنهج الأحادي والدفاع عن قيم التجارة الحرة والتعددية.
- صرح رئيس البرازيل لولا دا سيلفا أن “التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية”.
- أكدت الصين، عبر متحدثتها باسم وزارة الخارجية، عزمها على تعزيز الشراكات داخل المجموعة والدفاع عن التعددية، في محاولة لعرض نفسها كلاعب أكثر موثوقية من الولايات المتحدة.
التحديات الداخلية والانقسامات بين الأعضاء
- تُظهر المجموعة، منذ انطلاقها عام 2009، غيابًا واضحًا للقيم المشتركة، مع تقتصر على كونها تجمعًا لدول ذات اقتصاديات ناشئة تطمح لزيادة نفوذها العالمي.
- مع انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران، تعزز التمثيل العالمي لـ”بريكس”، لكنها تثير مخاوف من تدهور التماسك الداخلي.
- هناك انقسامات داخل التكتل خاصة حول قضايا الحرب، حيث تعارض روسيا والصين التطرق إلى النزاعات، بينما تدفع مصر لإدراج موضوع السلام والأمن في الشرق الأوسط.
الضغوط الاقتصادية والبدائل المالية
- سياسات ترمب أدت إلى تطوير أنظمة دفع محلية وأدوات مالية بديلة، رغم أن النقاش حول التخلي عن الدولار لا يطرح حالياً بشكل رسمي.
- سجلت تجارة الدول المؤسسة لمجموعة “بريكس” نموًا بنسبة 40% بين 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنويًا.
آفاق التعاون في قضايا المناخ والتمويل الأخضر
- تبدو الحكومة البرازيلية متفائلة بإمكان التوصل إلى تفاهمات جماعية بشأن الأجندة المناخية، خاصة في ظل التهديدات التجارية والبحث عن شراكات بديلة.
- ناقشت المجموعة، للمرة الأولى، آليات لتعزيز تمويل المناخ، مع التركيز على التعاون مع الصين والدول الأخرى لتعزيز الالتزام باتفاقات المناخ.
التحركات الدولية والانقسامات المستقبلية
- لا تزال بعض الدول الأعضاء، مثل الهند ومصر، تسعى لتعزيز مكانتها الدولية عبر دعم رئاسة المجموعة وتحقيق مصالحها الوطنية.
- غاب رؤساء الصين وروسيا عن القمة، مما يعكس التباينات الداخلية وتحديات التماسك، خاصة مع التنافس بين الصين والهند على قيادة “بريكس” والجنوب العالمي.