اقتصاد

بريكس تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أميركا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس في ظل غياب التطلعات العالمية التقليدية

منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد من الزمن، واجهت مجموعة بريكس، التي تتألف من اقتصاديات ناشئة قوية، تحدياً في تحديد الهدف المشترك الذي يوحد مصالحها. ومع تصاعد التهديدات والتوترات العالمية، برزت مجموعة بريكس كلاعب رئيسي يمكن أن يعيد تعريف المشهد الاقتصادي والسياسي في العالم.

موقف المجموعة تجاه الإجراءات الحمائية والرسوم الجمركية

  • يتوقع أن يُصدر قادة بريكس، خلال قمتهم الحالية في ريو دي جانيرو، بياناً مشتركاً يدين تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة ورفع الرسوم الجمركية بشكل غير مبرر.
  • يشير النص إلى موقف موحد من وزراء خارجية الدول المؤسسة، التي تشمل البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، ويؤكد أن البيان الختامي سيحتوي على هذا الموقف.
  • على الرغم من أن البيان لا يذكر الولايات المتحدة بالاسم، إلا أنه يحمل رسالة واضحة لإدارة ترمب مع اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة في 9 يوليو.

تعزيز الوحدة وسط تراجع النفوذ الأميركي

  • في ظل سياسة “أميركا أولاً” التي تتبعها إدارة ترمب، تسعى مجموعة بريكس لملء الفراغ الذي خلفه غياب القيادة الأميركية، وتحاول تقديم نفسها كمدافع عن القيم الأساسية مثل التجارة الحرة والتعددية.
  • خلال اجتماع بنك التنمية الخاص بالمجموعة، أشار الرئيس البرازيلي إلى أن التعددية الدولية تمر بأسوء ظروفها منذ الحرب العالمية الثانية.
  • وفي خطوة تعكس توجهات المجموعة، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستعمل مع باقي الدول لتعزيز الشراكة وتعميق الدفاع عن التعددية.

التوسعة والتحديات التي تواجهها بريكس

  • شهدت بريكس انضمام دول جديدة، مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية التي أصبحت تمثل نحو 40% من الناتج العالمي وتضم نصف سكان العالم، لكن هذا التوسع أضعف تماسك المجموعة.
  • وفقاً لتقرير بلومبرغ، فإن وحدة بريكس تعتمد على رغبة أعضائها في تقوية صوتهم في النظام العالمي، لكن غياب أجندة موحدة قد يبطئ من تأثيرها الجيوسياسي.
  • هناك انقسام داخل المجموعة حول إشارة إلى الحرب، حيث تعارض كل من روسيا والصين ذكر الحرب بشكل صريح، في حين تدعو دول أخرى كالمدعومة من مصر إلى تضمين موضوع السلام والأمن.

الضغوط الاقتصادية والنظام المالي البديل

  • تهدد سياسات ترمب المجموعة بفرض رسوم حمائية بنسبة 100% على الدول الأعضاء إذا تخلت عن الدولار، مما دفع بعض الدول لتطوير نظم دفع محلية وأدوات مالية بديلة، رغم أن المسؤولين البرازيليين أكدوا أن التخلي عن الدولار غير مطروح حالياً.
  • وقد سجلت جهود التعاون التجاري بين دول بريكس نمواً بنسبة 40% بين 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً وفقاً لصندوق النقد الدولي.

آفاق التعاون في قضايا المناخ والصراعات الإقليمية

  • تبدى حكومة لولا تفاؤلاً بقدرتها على إحراز تقدم في قضايا المناخ، حيث بدأ النقاش يتجه نحو آليات لتمويل المناخ بين الأعضاء، خاصة بعد انسحاب ترمب من اتفاق باريس.
  • تعمل الصين حالياً على تعزيز تعاونها مع باقي أعضاء بريكس، في محاولة لإثبات نفسها كحليف أكثر موثوقية من الولايات المتحدة، مع عقد محادثات مع دول أخرى بشأن قضايا المناخ والتنمية المستدامة.

انقسامات واستعدادات مستقبلية

  • تتميز القمة الحالية بانقسام بين الأعضاء حول قضايا سياسية، خاصة دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن، حيث اعترضت مصر وإثيوبيا على ذلك.
  • ويبدو أن التنافس بين الصين والهند على قيادة بريكس يظل محورياً، مع استعداد رئيس الوزراء الهندي لاستغلال رئاسة الهند للمجموعة في 2026 لتعزيز مكانة بلاده دولياً.
  • غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن القمة، رغم زيارته للعاصمة البرازيلية، قد يعكس تباينات داخل المجموعة، ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الغيابات على مساعي الجماعة لتوحيد الصفوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى