الصين تتعزز من استحواذاتها على المناجم عالمياً amid تصاعد التوترات الجيوسياسية
ارتفاع استحواذات شركات التعدين الصينية في الخارج في ظل التوترات الجيوسياسية
شهدت شركات التعدين الصينية نمواً ملحوظاً في عمليات الاستحواذ الخارجية، مع تجاوز العام الماضي (2024) أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، مع سعيها لتأمين المواد الخام الأساسية للاقتصاد العالمي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية. هذه الاتجاهات تعكس رغبة الصين في تعزيز استثماراتها واستراتيجياتها في سوق المعادن العالمية.
مستوى النشاط والاستثمارات الخارجية في القطاع المعدني
ارتفاع عدد الصفقات وقيمتها
- شهد عام 2024 تنفيذ 10 صفقات ضخت أكثر من 100 مليون دولار، وهو أعلى رقم منذ 2013.
- تشير التحليلات إلى أن النشاط الخارجي في قطاع التعدين والإنشاءات كان الأكثر منذ بداية العقد.
استثمارات الصين في التعدين والإنشاءات
وفقاً لمعهد “جريفيث آسيا”، يعتبر العام الماضي الأكثر نشاطًا في استثمارات الصين الخارجية في مجالي التعدين والإنشاءات منذ 2013 على الأقل، مع تركيز على تصنيع البطاريات والطاقة المتجددة.
الدوافع والاستراتيجيات وراء الاستثمارات الصينية
الاستباقية في مواجهة التحديات الجيوسياسية
- يعتقد المحللون أن الارتفاع في الاستحواذات يعكس سعي الصين للاستفادة من فرص قصيرة الأجل قبل تصعيد التوترات السياسية.
- مثال ذلك استحواذ شركة Zijin Mining على منجم ذهب في كازاخستان مقابل 1.2 مليار دولار، وبيع شركة Appian لمنجم نحاس في البرازيل مقابل 420 مليون دولار.
تغير أساليب الاستثمار
ظهرت أساليب جديدة في عمليات الاستحواذ، مع استمرار الصين في استثمار رؤوس أموال كبيرة في قطاعي التعدين والموارد، وهو توجه يتماشى مع استراتيجية التصنيع عالي التقنية.
السيطرة على المعادن الحيوية والتحديات العالمية
الهيمنة على معالجة المعادن الأساسية
تسيطر الصين على عمليات معالجة العناصر الأرضية النادرة، الليثيوم، والكوبالت، ورغم ذلك، ستظل مضطرة لاستيراد كميات هائلة من المواد الخام، ما يدفعها للسعي لتنويع مصادرها.
الجهود الغربية لتقليل الاعتماد على الصين
- تعمل الولايات المتحدة وأوروبا على تطوير سلاسل توريد بديلة لتقليل الاعتماد على الصين في المعادن الأساسية لصناعة السيارات الكهربائية والأشباه الموصلات.
- وأشار خبراء إلى أن الدول الغربية أصبحت أكثر حذراً من الاستثمارات الصينية في مجال التعدين المحلي بسبب الطابع الاستراتيجي لهذه المعادن.
مواجهة الشركات الصينية للمنافسة الغربية واستراتيجياتها
الأساليب والتوجهات حديثة التنفيذ
- أظهرت الشركات الصينية براعة في الاستحواذ على أصول التعدين من المنافسين الغربيين، مع استعدادها للاستثمار في مناطق أكثر مخاطرة وتبني رؤى طويلة الأجل.
- تغيرت سياسات الحكومة الصينية التي كانت تدعم مستثمرًا واحدًا لكل عملية بيع، إلى السماح للمجموعات الصينية بالتنافس بين بعضها، مما يشير إلى عدم خوفها من الخسائر لصالح الغرب.
الهدف من الاستحواذات
تُبرم الصين صفقات بهدف إبعاد الغرب عن بعض المعادن المهمة، مثل الليثيوم، حيث تسرع الشركات الصينية للسيطرة على الأسواق الحيوية من خلال ضخ الاستثمارات الهائلة.
أبرز شركات التعدين الصينية والمبادرات الدولية
- تعد شركات مثل CMOC و MMG و Zijin Mining من بين الأكثر نشاطاً في عمليات الاستحواذ الخارجية.
- قامت المؤسسات المالية الصينية بتوفير مليارات الدولارات في قروض لمشروعات التعدين خارجياً، خاصة في الدول النامية.
التأثير في دول العالم النامي وسبل التعاون
تسعى الشركات الصينية للاستفادة من النزعة القومية في الموارد، خاصة في دول إفريقية مثل مالي، حيث تتنافس الحكومات العسكرية على السيطرة على الأصول، وتقبل الشركات الصينية ترتيبات أقل ربحية لمنحها السيطرة على الموارد وإدارتها.
