صحة
نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر مما نتوقع

تطورات جديدة في فهم واستدامة زراعة أعضاء الخنازير للإنسان
شهدت الأبحاث الطبية تقدمًا مهمًا في مجال زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثيًا، مع التركيز على معالجة قضايا الرفض المناعي وتحقيق استدامة الأعضاء المزروعة. يعتمد ذلك على تقنيات تصوير جزيئي حديثة وخوارزميات متقدمة تتيح فهم التفاعل بين الجهاز المناعي والجزيئات المرتبطة به بشكل أكثر دقة.
تحديد آليات الاستجابة المناعية بشكل مفصل
- خرائط تفاعلية متطورة: تمكن الباحثين من تتبع كيفية تفاعل الخلايا المناعية مع أنسجة الكلى المزروعة، وتحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية.
- الخلايا المهيمنة: أظهرت النتائج أن خلايا البلعمية الكبيرة المعروفة باسم الماكروفاج، والخلايا النخاعية هي الأكثر انتشارًا، وتلعب دورًا رئيسيًا في عمليات رفض الأعضاء.
الخلايا المناعية الأساسية ودورها في الرفض
- الخلايا البلعمية الكبيرة: خلايا دم بيضاء رئيسية تهاجم الكائنات الدقيقة، تزيل الخلايا الميتة، وتحفز خلايا المناعة الأخرى.
- الخلايا النخاعية: تلعب أدوارًا متعددة في المناعة الوقائية، وتنتقل عبر الدم والجهاز اللمفاوي لمواجهة تلف الأنسجة والعدوى.
الآفاق العلاجية والتدخلات المستقبلية
- لوحظ خلال الدراسة انخفاض ملحوظ في مؤشرات الرفض عند تطبيق تدخلات علاجية موجهة، مما يبشر بإمكانية تعطيل التفاعل المناعي الضار في مراحله الأولى.
- وجود نافذة زمنية حرجة تسمح بالتدخل العلاجي قبل تفاقم الرفض، مما يعزز فرص استدامة الأعضاء المزروعة.
النقص العالمي في الأعضاء وتحدياته
- يظل النقص في الأعضاء المزروعة تحديًا إنسانيًا كبيرًا، حيث تتجاوز الطلبات المعروض من الأعضاء المتاحة بكثير.
- في الولايات المتحدة، ينتظر أكثر من 100 ألف مريض عملية زرع، غالبيتهم مصابون بأمراض الكلى.
- على الصعيد العالمي، أُجريت حوالي 172 ألف عملية زرع في عام 2023، لكن هذا يمثل أقل من 10% من الاحتياجات الفعلية.
تقدم تجارب الزراعة من الخنازير المعدلة وراثيًا
- تمت أول عملية زراعة كلية من خنزير معدل وراثيًا في مستشفى ماساتشوستس، مع استمرار وظيفة الكلى لأكثر من شهرين دون رفض حاد.
- وفي ألاباما، استمرت الكلية المزروعة لمدة 130 يوماً قبل أن تُزال بسبب رفض حاد، مما يعكس إمكانيات النجاح المستقبلي.
التفاعل المناعي وخطط المستقبل
توفر الدراسة خريطة أدق للتفاعل المناعي بين الإنسان وعضو الخنزير، مما يتيح تطوير علاجات موجهة لتقليل الرفض، وتحسين توافق الأعضاء المزروعة. تشمل الأهداف المستقبلية تحسين التعديلات الوراثية للخنازير، وتطوير بروتوكولات للكشف المبكر عن رفض الأعضاء لإطالة مدة بقائها.
الآمال والآفاق المستقبلية
رغم التحديات، يُعتقد أن هذه التقدمات تقربنا من جعل زراعة أعضاء الخنازير خيارًا علاجيًا ثابتًا، يساهم في سد فجوة الأعضاء العالمية، ويغير مستقبل زراعة الأعضاء بشكل جذري خلال العقد القادم.