اقتصاد
كم تكبد اقتصاد إسرائيل من وثائق “CIA” بعد هجوم إيران مقارنة بحرب 1973؟

الآثار الاقتصادية للحروب: من حرب أكتوبر 1973 إلى هجمات إيران 2025
ليست جميع الحروب تُخاض بالسلاح فحسب، فبعضها يترك ندوباً أعمق في دفاتر الاقتصاد، حيث تؤثر نتائجها على الاستقرار المالي والتنمية على المدى الطويل.
حرب أكتوبر 1973: صدمة اقتصادية عميقة
- قبل الحرب، كان النمو الاقتصادي يُتوقع أن يصل إلى 8%، وكانت احتياطيات النقد الأجنبي تبلغ 1.5 مليار دولار.
- عند اندلاع الحرب، تراجع النشاط الاقتصادي بشكل كبير، خاصة في القطاعات غير العسكرية، حيث سجلت خسائر تقدر بحوالي 20% من الناتج المحلي.
- بلغت خسائر الناتج اليومي نحو 14 مليون دولار، وتجاوزت الخسائر المباشرة 1.4 مليار دولار خلال أسابيع، مع توقعات بخسارة تصل إلى 5 مليارات دولار لو استمر الصراع سنة كاملة.
- تضاعفت الديون الخارجية إلى 4.2 مليار دولار، وزادت تكلفة خدمة الدين بشكل كبير، مما أثقل كاهل الاقتصاد في السنوات التالية.
الهجوم الإيراني 2025: صدمة أسرع وأثر أكبر
- في يونيو 2025، أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، ما أدى إلى أضرار مباشرة قدرت بنحو 5.4 مليار دولار، وتوقف قطاعات صناعية وخدمية بمبلغ 3.6 مليار دولار، بالإضافة إلى إنفاق 3 مليارات دولار على أنظمة الدفاع الجوي.
- بلغت التكلفة الإجمالية للهجوم 12 مليار دولار، مع خسائر فورية وسريعة على البنى التحتية والاقتصاد الوطني.
- وفقاً لمسؤولين، فإن الأثر الاقتصادي خلال 12 يوماً يعادل 2.1% من الناتج المحلي، مع توقعات بأن التكاليف قد تتجاوز الرقم المعلن نظراً لاستمرار التداعيات.
المقارنة بين الحالتين
- على الرغم من أن الخسائر المطلقة في عام 2025 كانت أعلى، إلا أن معدل الخسائر اليومية في الحرب 1973 كان أكثر كثافة، مع ذلك تظهر بيانات التضخم أن خسائر حرب 1973 كانت أكبر عند تقييمها بالقوة الشرائية الحالية.
- وفقاً لمؤشر الأسعار، فإن الخسائر في 1973 تقدر اليوم بين 34 و41 مليار دولار، وهو ما يتجاوز بشكل كبير خسائر 2025 عند التقييم المبدئي.
- أما من حيث حجم الناتج المحلي، فحرب 1973 استهلكت ما يقارب 44% إلى 53% من الناتج، بينما هجوم 2025 استهلك حوالي 2.1% فقط، مما يعكس الفارق في تأثير كل نوع من الصراعات على الاقتصادات الوطنية.
دور المساعدات والدعم الدولي
- خلال حرب أكتوبر، لعب الدعم الأميركي، خاصة عبر جسر جوي واسع، دوراً حاسماً في تقليل الضغوط المالية وتوفير المساعدات العسكرية الكبرى، التي بلغت 825 مليون دولار خلال أسابيع الحرب.
- أما في 2025،، فقد ساهم الدعم الأميركي المُسبق بشكل غير مباشر عبر تزويد إسرائيل بتكنولوجيا الدفاع والذخائر، مما ساعد على تقليل العبء المالي والتكاليف المباشرة للعمليات العسكرية.
تكلفة يوم واحد من القتال
- كانت الخسائر اليومية في حرب 1973 تقريباً تتراوح بين 263 و316 مليون دولار، بينما في 2025 تصل إلى حوالي مليار دولار يومياً، رغم أن القيمة المعدلة حسب التضخم تُظهر أن خسائر حرب 1973 كانت أكثر استدامة وذات كثافة أكبر.
ختام
تشير البيانات إلى أن الضربتين توضح أن الحروب التقليدية كانت أكثر تكلفة من حيث الكثافة الاقتصادية، وأن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والتمويل الدولي يقلل من تكاليف الصراع المباشر لكنه لا يلغيها تماماً. كما أن التضخم والتغيرات في الناتج المحلي تساعد على إعادة تقييم حجم الخسائر الاقتصادية بشكل أدق.