اخبار سياسية

كيف تُقيّم روسيا نفوذها في الشرق الأوسط بعد حرب إيران؟

تأثيرات الحرب الأخيرة على المنطقة والعالم وكيفية ردود الفعل الروسية

لم تقتصر تداعيات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط، بل امتدت آثارها لتشمل المنطقة بأسرها والعالم بشكل أوسع. وفي موسكو، الحليف المقرب لطهران، تثير الأحداث تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقات الإقليمية والدولية، وردود فعل القوى الكبرى على التطورات الأخيرة.

موقف روسيا تجاه الحرب ودعم الحلفاء

  • على عكس الولايات المتحدة، التي ساندت إسرائيل وشاركت في عمليات عسكرية، اتخذت روسيا موقف المتفرج، فيما كانت إيران تتلقى الضربات المتتالية.
  • تدهور النفوذ الروسي في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الأسد، بالتوازي مع انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، مع ذلك، يحمّل البعض إيران مسؤولية عدم بناء تحالف دفاعي مع موسكو.

رفض إيران عرض موسكو بشأن الدفاع الجوي

  • اتفق خبراء روس على أن رفض طهران لاتفاق سابق لبناء منظومة دفاع جوي متكاملة مع موسكو أضعف قدراتها، وأتاح للطائرات الإسرائيلية والأميركية استهداف قيادات وعلماء في البرنامج النووي الإيراني.
  • يعتقد البعض أن انهيار نظام الأسد كان أعمق أثراً على موسكو من تداعيات الهجمات الإسرائيلية على إيران، حيث أعربت بعض الجهات الإيرانية عن استياءها إزاء موقف موسكو المحدود خلال الحرب.

مواقف وتصريحات روسية بشأن العلاقات مع إيران

في يونيو الماضي، أشار الرئيس الروسي إلى أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً، موضحاً أن طهران لم تظهر اهتماماً بعرض أنظمة دفاع جوي من موسكو. وقد صرح خبراء عسكريون روس أن موسكو حاولت تقديم منظومات دفاع وتدريب كوادر إيرانية، لكنها قوبلت بالرفض من طهران.

أسباب رفض إيران للتعاون الدفاعي

  • رغبة إيران في فتح صفحة جديدة مع الغرب، وعدم الرغبة في التورط المباشر بالحرب بين موسكو وأوكرانيا، حيث تخشى التزامات دفاعية مباشرة قد تفرض عليها مواقف غير ملائمة لمصالحها.
  • مجلس النواب الروسي أقر معاهدة شراكة استراتيجية مع إيران لمدة 20 عاماً، تتضمن التعاون في مجالات عديدة، من بينها الدفاع والأمن، لكن طهران تفضل تطوير علاقاتها بشكل مستقل.

التحليل السياسي الروسي حول الموقف الإيراني

  • يعتقد خبراء أن موسكو تنظر إلى رفض طهران للعرض الروسي كجزء من سياستها للتحرك نحو علاقات أوسع وتطوير التعاون العسكري في مجالات مثل الدفاع الجوي، وأن العلاقات بين البلدين قد تتعزز رغم الاختلافات.
  • يُرجح أن موسكو ستواصل دعم إيران على مستوى المعنويات والرد الحقوقي الدولي، معتبرة أن العدوان الإسرائيلي انتهاك فظ للقانون الدولي.

هل أخفقت إسرائيل في تحقيق أهدافها؟

  • يعتقد بعض الخبراء أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية، مثل القضاء على البرنامج النووي الإيراني وتدمير قدراتها الصاروخية، وأعربوا عن اعتقاد بأن طهران زادت من حصانتها العسكرية والشعبية.
  • التصريحات تشير إلى أن النظام الإيراني أصبح أكثر قوة، وأن البرامج العسكرية والصاروخية وصلت لمرحلة متقدمة، مما يصعب على إسرائيل تحقيق نصر حاسم.

الموقف الروسي إزاء الأحداث وتأثير ذلك على العلاقات الدولية

  • يؤكد خبراء أن علاقات موسكو بإيران ستظل قوية رغم التوترات، وأن روسيا تعتبر أن العدوان الإسرائيلي خرق للقانون الدولي، وتسعى لتعزيز مواقفها مع طهران في إطار دعم السيادة والاستقرار الإقليمي.
  • كما أن العلاقات الروسية مع إسرائيل لن تتأثر بشكل سلبي، مع استمرار موسكو في مصلحتها الاستراتيجية والتعاون الثنائي، خاصة في ملفات الأزمات الإقليمية مثل سوريا وأوكرانيا.

التطورات في الملف النووي وعلاقات إيران الدولية

  • يتوقع بعض الخبراء أن تنسحب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كرد فعل على التدابير الدولية والانتقادات التي تواجهها، بعد تعديل قوانينها النووية وتعليق التعاون مع الوكالة الدولية.
  • ويشير المراقبون إلى أن إيران ترى أن الحلول التفاوضية متعددة الأطراف قد تكون الحل الأمثل، رغم تصعيدها الأخير في ملف البرنامج النووي، مع رغبتها في الحفاظ على سيادتها واستقلاليتها.

العتاب الإيراني على موسكو وتحالفاتها الدولية

يُلاحظ أن هناك نوعًا من العتب الإعلامي من قبل إيران تجاه موسكو، خاصة حول الدعم المحدود الذي تلقته، رغم أن علاقات التعاون السياسي والاقتصادي مستمرة بين الطرفين، وأن موسكو تعتبر أن علاقاتها مع إيران تستند إلى مصلحة مشتركة واستقلالية سياسية، مع التركيز على تعزيز القدرات العسكرية وتوفير السلاح الضروري للدفاع عن المصالح الإيرانية.

الدور الروسي في الشرق الأوسط بعد الأحداث الأخيرة

  • يعبر خبراء أن موقف روسيا من الصراع بين إسرائيل وإيران لن يضعف من دورها في المنطقة، وأن الدول الإقليمية أصبحت تدرك بشكل أعمق الدور الذي تلعبه واشنطن وتل أبيب في إثارة التوترات.
  • تؤكد تحليلات أن العلاقات الروسية مع إسرائيل ستظل مستقرة، وأن موسكو توازن بين مصالحها مع العديد من القوى، مع الحفاظ على علاقات استراتيجية مع دمشق والأطراف الإقليمية الأخرى، مع التركيز على تحقيق الاستقرار والحفاظ على مصالحها الأمنية والاستراتيجية في المنطقة.

وفي النهاية، تبقى العلاقات الدولية معقدة ومتغيرة، حيث تسعى كل دولة للحفاظ على مصالحها في ظل الأزمات الإقليمية والدولية المتشابكة، وسط محاولات دؤوبة لتحقيق التوازن والرد على التحديات الأمنية والسياسية على المستويين الإقليمي والعالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى