اقتصاد

“بريكس” يهدف إلى سد الفراغ الذي تركته أمريكا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس وتحدياتها في ظل غياب الولايات المتحدة

منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة بريكس، التي تضم العديد من الاقتصادات الناشئة، صعوبة في تحديد هدف مشترك يجمع دولها. إلا أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، خصوصاً فرض الرسوم الجمركية، ربما ساعدت في توحيد مواقف الأعضاء وتعزيز مكانتها كبديل محتمل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

موقف دول بريكس من الإجراءات الحمائية

  • يتوقع أن يوصي قادة بريكس خلال قمتهم الحالية بالبرازيل، والتي يُعقد جزء منها في مدينة ريو دي جانيرو، بإصدار بيان يندد بـ”تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية” و”الرفع غير المبرر” للرسوم الجمركية.
  • هذا النص يأتي تتويجاً لجهود بابل، وزراء خارجية الدول الأعضاء، الذين أكدوا سابقاً على ضرورة رفض السياسات الحمائية.

ورغم أن البيان لن يذكر الولايات المتحدة بالاسم بشكل صريح، إلا أن الرسالة واضحة بشكل كبير، وتأتي في ظل اقتراب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية المتوقعة بداية من 9 يوليو.

تصاعد نفوذ بريكس وتحديات الوحدة

  • شهدت المجموعة تصاعداً في نفوذها، حيث تمثل الآن نحو 40% من الناتج المحلي العالمي، ويقارب نصف سكان العالم، مع انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات.
  • لكن هذا التوسع السريع يهدد وحدة المجموعة، خاصة مع غياب القيم الموحدة بين الأعضاء، فكثير منها يطمح أن يكون له دور أكثر تأثيراً عالمياً، ويؤمن بدولة متعددة الأقطاب.

مواقف أعضاء المجموعة حول السياسة الدولية والصراعات

  • يوجد انقسام حول مسألة الإشارات إلى الحرب، حيث تعارض روسيا والصين إظهار أي مرجعيات واضحة، بينما تضغط مصر لإضافة فقرة تتعلق بالسلام والأمن في الشرق الأوسط، خاصةً فيما يتعلق بالحرب على غزة.
  • كما أن هناك خلافات داخلية بين الأعضاء القدامى والجدد، مع تنافس بين الصين والهند على قيادة المجموعة، خاصة مع غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة بريكس المقبلة، رغم زيارته الرسمية للبرازيل مؤخراً.

النهج الاقتصادي والتحديات المالية

  • يعتمد أعضاء بريكس على التعاون الاقتصادي، وقد شهدت التجارة بين الدول المؤسسة ارتفاعاً بنسبة 40%، لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً.
  • إلا أن السياسات الحمائية وتهديدات ترمب لاتزال تؤثر على إصرار الأعضاء على تنويع أدوات الدفع المالية، حيث تركز بعض الدول على تطوير أنظمة دفع محلية بدون الاعتماد على الدولار، رغم أن فكرة التخلي عنه لا تزال غير مطروحة بشكل رسمي.

قضايا المناخ والتعاون المستقبلي

  • تُبدي دول بريكس، بقيادة البرازيل والصين، تفاؤلاً حذرًا بشأن التوصل إلى اتفاقات مشتركة لتعزيز تمويل المناخ، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.
  • تعمل الصين على تعزيز علاقاتها في مجال المناخ من خلال محادثات مع باقي الأعضاء، محاولة لصياغة حضور أكثر تأثيراً على الساحة الدولية.

أولويات الأعضاء وتحركاتهم المستقبلية

  • تسعى الهند إلى أن تكون لها دور قيادي في المجموعة، خاصة خلال رئاسة البلاد عام 2026، حيث تركز على ترسيخ مكانتها كقوة دولية ذات نفوذ متزايد.
  • أما بالنسبة للمشاكل الداخلية، فهي تتعلق بالفروق بين الأعضاء القدامى والجدد، خاصة فيما يخص دعم ترشيحات لبعض الأعضاء لمقعد دائم في مجلس الأمن.

وفي ظل غياب الزعماء الكبار عن بعضها، وتحديات الانقسامات الداخلية، تظل مجموعة بريكس تواجه العديد من التحديات التي قد تؤثر على قدرتها على أن تكون بديلًا فعليًا للنظام العالمي القائم على النفوذ الأميركي والغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى