اقتصاد

“بريكس” يسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس وإمكانات التعاون العالمي

منذ تأسيسها، تواصل مجموعة بريكس، التي تضم العديد من الاقتصادات الناشئة، السعي لتعزيز مكانتها وتوحيد مواقف أعضائها لمواجهة التحديات العالمية. مع تصاعد التوترات التجارية وتأثير السياسات العالمية، تصاعدت أهمية بريكس ككتلة فاعلة تتطلع إلى ترسيخ قواعد جديدة في النظام الدولي.

موقف المجموعة من السياسات التجارية والإجراءات الحمائية

  • يُتوقع أن يُصدر قادة بريكس خلال قمتهم في ريو دي جانيرو بياناً يدين تصاعد الإجراءات الحمائية والرفع غير المبرر للرسوم الجمركية، مع تأكيد على أهمية التجارة الحرة والتعددية.
  • على الرغم من أن البيان قد لا يذكر الولايات المتحدة بالاسم، إلا أن الرسائل واضحة بشأن معارضتها لسياسات ترمب التي أُطلقت قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتقبة في 9 يوليو.
  • أكد كبير مفاوضي جنوب أفريقيا أن جميع الأعضاء متفقون على أن هذه الإجراءات غير مجدية ولا تخدم مصلحة الاقتصاد العالمي أو التنمية المستدامة.

توسيع نفوذ بريكس وسط غياب واشنطن

  • تسعى بريكس إلى ملء الفراغ الذي خلفه غياب الإدارة الأميركية، مستعرضةً صورتها كمدافع عن القيم الأساسية للتعددية والتجارة الحرة، في ظل توجه إدارة ترمب نحو السياسات “أميركا أولاً”.
  • أبرزت تصريحات قادة مثل الرئيس البرازيلي أهمية التعددية والتحديات التي تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية، مع تأكيد على تعزيز الشراكات الدولية.
  • تؤكد تصريحات المتحدثين أن المجموعة لا تزال بعيدة عن تحقيق التأثير العالمي الذي يسعى إليه أعضاؤها، خاصة مع غياب قادة كبار مثل الزعيم الصيني، الذي غاب عن القمة مع تأجيل حضوره لأسباب تتعلق بالقضايا السياسية والدولية.

تحديات التماسك الداخلي وتوسع المجموعة

  • منذ انطلاقها، واجهت بريكس تحديات بسبب غياب القيم المشتركة بين أعضائها، مع تباينات في الأجندات والأهداف بين الدول الكبيرة والوافدة الجديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران.
  • يُشكل توسع المجموعة، الذي زاد من تمثيلها ليشكل حوالي 40% من الناتج العالمي، تحدياً في الحفاظ على الوحدة والتماسك، خاصة مع وجود خلافات بين الأعضاء حول قضايا إقليمية ودولية مهمة، منها دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن.

مواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية

  • تبنى بعض أعضاء بريكس سياسات دفع محلية بدلاً من الاعتماد على الدولار، كرد فعل على التهديدات التجارية الأميركية، ولكن لا تزال الفكرة قيد النقاش، مع تأكيدات بعدم التخلي عن الدولار كعملة رئيسية في التجارة بين الأعضاء.
  • سجلت التجارة بين أعضاء المجموعة نمواً ملحوظاً، حيث وصلت إلى حوالي 740 مليار دولار سنوياً، مع التوقعات باستمرار الاتجاه التصاعدي.

آفاق التعاون في قضايا المناخ والسياسة الدولية

  • تُظهر بريكس تفاؤلاً بشأن إمكانيات تعزيز التعاون بشأن قضايا المناخ، خاصة مع مبادرات لتعزيز التمويل البيئي والاستدامة بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.
  • تعمل الصين على إظهار نفسها كشريك موثوق في دعم جهود مكافحة التغير المناخي، إلى جانب دول أخرى مثل إندونيسيا والبرازيل، فيما تبقى خلافات داخلية حول الأولويات الإقليمية والدولية.

الخلافات والانقسامات الداخلية

  • تظل بعض القضايا محل خلاف، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا ودور كل من روسيا والصين، حيث تعارض بعض الدول إدراج إشارات واضحة)، بينما تدفع مصر نحو مناقشة قضايا السلام في الشرق الأوسط.
  • لا تزال النزاعات بين الأعضاء قائمة، خصوصاً بين القوى الكبرى مثل الصين والهند حول القيادة والتمثيل المستقبلي للمجموعة، مع استعداد الهند لاستغلال رئاستها لبريكس لتحقيق المكانة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى