اقتصاد

بريكس تسعى لتعويض الفراغ الذي خلفته أميركا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس وتأثيراتها على المشهد العالمي

بدأت مجموعة بريكس، التي تضم أبرز الاقتصادات الناشئة، مسيرة طويلة منذ تأسيسها في عام 2009، متعثرة أحيانًا في تحديد هدف مشترك يربط بين أعضائها، خاصة مع تباينات القيم والأجندات بين الدول الأعضاء. ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تغيرات مهمة في سياقها الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل التحديات التي أ froترت بها السياسات التجارية الأمريكية.

موقف المجموعة من الإجراءات الحمائية والتوجهات الحالية

  • من المتوقع أن يتفق قادة بريكس خلال قمتهم المقبلة في ريو دي جانيرو على بيان يدين الإجراءات الحمائية الأحادية ورفع الرسوم الجمركية بشكل غير مبرر، وذلك كتعبير عن المعارضه للسياسات الحمائية، خاصة تلك التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
  • على الرغم من عدم ذكر الولايات المتحدة مباشرة، فإن الرسائل واضحة لدفع إدارة ترمب لتفهم أن المجموعة تدافع عن منطق التجارة الحرة والتعددية الدولية.
  • أكد كبار المفاوضين، بما في ذلك السفير الجنوب إفريقي، أن الرسوم الجمركية غير فعالة وليست مفيدة للاقتصاد العالمي أو للتنمية المستدامة.

الصعود والدور الإقليمي والدولي لبريكس

  • في ظل انسحاب واشنطن وتراجع نفوذها، بدأت بريكس تملأ الفراغ، مع تقديم نفسها كمدافع عن قيم التعددية والتجارة الحرة، وتطوير آليات لتعزيز التعاون بين الأعضاء.
  • حيث أكد رئيس البرازيل أن التعددية تمر بأسوأ حالاتها منذ الحرب العالمية الثانية، وأعربت الصين عن رغبتها في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع المجموعة والدفاع عن التعددية.
  • تمتلك بريكس الآن تمثيلًا عالميًا كبيرًا، حيث تمثل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونصف سكان العالم تقريبًا، رغم أن سرعة التوسع قد تؤثر على تماسك الأعضاء.

الانقسامات والتحديات الداخلية للمجموعة

  • يشهد تكتل بريكس انقسامات حول قضايا سياسية حساسة، مثل الحرب الدائرة على حدود مصر، حيث تعارض الصين وروسيا ذكر أي إشارات حول الحرب في بيانات المجموعة، بينما تدعو دول مثل مصر لإدراج موضوع السلام والأمن في الشرق الأوسط.
  • كما توجد توترات بين الأعضاء الكبار، خاصة بين الصين والهند، اللتين تتنافسان على قيادة بريكس، مع محاولة الهند استغلال رئاستها للمجموعة في 2026 لتعزيز موقعها كزعيم دولي، خاصة بعد غياب شي جين بينغ عن القمم الأخيرة.

التحديات الاقتصادية والسياسية أمام بريكس

  • تواجه بريكس ضغوطًا من السياسات الأمريكية التي تهدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول الأعضاء إن تخلت عن الدولار، ما دفع بعض الدول إلى تطوير أنظمة دفع محلية بديلة، رغم أن بعض المسؤولين يؤكدون أن التخلي عن الدولار ليس مطروحًا حتى الآن.
  • سجلت التجارة بين الأعضاء نمواً ملحوظًا بلغ 40% بين عامي 2021 و2024، ليصل حجم التبادل إلى حوالي 740 مليار دولار سنويًا.

آفاق التعاون في قضايا المناخ والمبادرات المستقبلية

  • تبدي الدول الأعضاء تفاؤلاً إزاء إمكانية إحراز تقدم في مجالات التعاون المناخي، مع مناقشات حول آليات لتعزيز تمويل قضايا المناخ، خاصة مع تراجع دور الولايات المتحدة بعد انسحابها من اتفاق باريس للمناخ.
  • تواصل الصين جهودها لتعزيز التعاون المناخي، خاصة مع دول مثل إندونيسيا والبرازيل، بهدف إبراز نفسها كشريك موثوق بدلاً من الولايات المتحدة.

الختام والتوقعات المستقبلية

  • يظل التحدي الأكبر أمام بريكس هو توحيد الموقف الداخلي رغم التباينات بين أعضائها، مع استمرار التنافس بين الصين والهند على القيادة والدور العالمي، خاصة مع اقتراب استحقاقات رئاسة الهند للمجموعة في 2026.
  • في ظل غياب قادة كبار مثل شي جين بينغ، قد تؤثر هذه الغيابات على صورة المجموعة ومدى تأثيرها على الساحة الدولية، خاصة مع سعيها لاثبات قوتها كبديل جدي للنظام العالمي الذي تهيمن عليه القوى الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى