اقتصاد

بريكس تسعى لتعويض الفراغ الذي تركته أمريكا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس وتأثيراتها على النظام العالمي

منذ نشأتها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة “بريكس”، التي تضم اقتصاديات ناشئة كبرى، تحديات في تحديد هدف مشترك يربط بين أعضائها. ومع ذلك، فإن السياسات التجارية الأميركية، خاصة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ساعدت في توحيد المواقف داخل المجموعة، حيث تتجه الأنظار الآن إلى كيفية استجابتها للإجراءات الأحادية التي تقوض التعددية التجارية.

البيان المتوقع لقادة بريكس ورفض الإجراءات الحمائية

  • من المتوقع أن يتفق قادة بريكس، خلال قمتهم في ريو دي جانيرو، على إصدار بيان مشترك يعبر عن رفض تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية ورفع الرسوم الجمركية بشكل غير مبرر.
  • هذا النص يعكس موقف وزراء خارجية الدول المؤسسة للمجموعة، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، والذي أقرّ في أبريل ويُتوقع أن يُدرج في البيان الختامي.
  • على الرغم من أن البيان لن يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر، إلا أن الرسالة واضحة، خاصة في ظل اقتراب موعد تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة في 9 يوليو.

صعود بريكس وسط غياب واشنطن وتغير موازين القوى

  • في ظل تصعيد إدارة ترمب لسياسات “أميركا أولاً” وانفصالها عن الحلفاء التقليديين، تسعى مجموعة بريكس لملء الفراغ الذي تركه غياب واشنطن، مما يعزز مكانتها كمدافع عن التجارة الحرة والتعددية.
  • صرّح الرئيس البرازيلي خلال اجتماع بنك التنمية الجديد بأن التعددية تعيش أسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية، في مؤشر على تقييم المجموعة للتحديات الحالية.
  • كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية على رغبة بكين في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأعضاء والدفاع عن التعددية، مع استمرار تعاونها على قضايا المناخ.

التوسع وديناميات الانقسام الداخلي

  • توسع مجموعة بريكس ليشمل دولاً جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات، يعكس رغبة في تمثيل عالمي أكبر، حيث تمثل الآن نحو 40% من الناتج العالمي وتضم نصف سكان العالم.
  • لكن هذا التوسع يهدد بتقويض التماسك الداخلي، إذ تظل هناك خلافات بشأن القضايا الكبرى، مثل دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن، حيث عارضت مصر وإثيوبيا ذلك.
  • كما تتباين مواقف الأعضاء بشأن الحرب في الشرق الأوسط، حيث تعارض روسيا والصين إشارات واضحة إلى النزاعات، فيما ضغطت مصر لدعم مساعي السلام.

التحديات المالية والجيوسياسية

  • رغم أن الرسوم الجمركية أتاحت نوعاً من التوافق، إلا أن بعض الأعضاء يسعون للحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة والصين، خاصة مع تهديدات ترمب بفرض رسوم مرتفعة على الدول التي تبتعد عن الدولار.
  • تمت مراقبة زيادة حجم التجارة بين أعضاء بريكس، التي نمت بنسبة 40% منذ 2021 لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً، حسب بيانات صندوق النقد الدولي.

آفاق التعاون في قضايا المناخ والدور الإقليمي

  • تبدي دول بريكس تفاؤلاً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقات جماعية على مستوى قمة المناخ، مع التركيز على تعزيز التمويل المناخي وتعزيز الشراكة بين الأعضاء.
  • تواصل الصين العمل مع أعضاء بريكس لتعزيز التعاون في قضايا البيئة، مع محادثات تجريها مع دول مثل البرازيل وإندونيسيا حول جدول أعمال المناخ.

الانقسامات الدولية ومستقبل نفوذ بريكس

  • بينما تتجه الهند إلى ترسيخ مكانتها الدولية خلال رئاستها للمجموعة في 2026، تظل الانقسامات قائمة، خاصة بين الأعضاء القدامى والجدد، فيما يشهد التنافس بين الصين والهند على القيادة تصاعداً.
  • غياب قادة رئيسيين، بما في ذلك رئيس الصين، عن القمة، قد يثير تساؤلات حول قدرة بريكس على أن تكون بديلًا مهمًا وتأثيرها المستقبلي على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى