اقتصاد
“بريكس” تتطلع لتعويض الفراغ الذي خلفته أميركا في عهد ترمب

تراجع وتحديات مجموعة بريكس في ظل غياب التأثير الأمريكي والنقاشات الجارية
منذ تأسيسها، واجهت مجموعة “بريكس” التي تجمع عدداً من الاقتصادات الناشئة، العديد من التحديات في تحديد هدف مشترك يوحد أعضاؤها. ومع ذلك، فقد ساهمت التطورات العالمية، بما في ذلك السياسات التجارية الأمريكية، في إعادة توجيه مسارات هذه المجموعة وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
موقف بريكس من الإجراءات الحمائية والتوترات التجارية
- يتوقع أن يعلن قادة بريكس خلال قمتهم الأخيرة في مدينة ريو دي جانيرو عن رفضهم لسياسات “الأحادية” التي تتصاعد، بما يشمل التصعيد الأخير للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
- من المتوقع أن يأتي البيان الختامي المشتركي باسم يعبر عن رفض الإجراءات الحمائية غير المبررة والرفع غير المبرر للرسوم الجمركية، مع إشارة خاصة إلى ضرورة احترام القواعد الدولية في التجارة.
- على الرغم من أن البيان لن يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر، إلا أن الرسائل واضحة نحو ضرورة تعديل السياسات التجارية الأمريكية بالتزامن مع تصاعد التوترات في تلك الفترة.
صعود بريكس وسط غياب إدارة الصين وانتقادات التعددية
- في الوقت الذي تتجه فيه إدارة ترمب نحو اتجاه “أميركا أولاً” مع تقويض التحالفات التقليدية، تسعى بريكس لملء الفراغ من خلال تعزيز مواقفها كمدافع عن التعددية والتجارة الحرة.
- عبر تصريحات من قبل قياداتها، عبّر زعيم البرازيل عن أن التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية، فيما أكدت الصين على العمل مع دول بريكس لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والدفاع عن التعددية.
- وعلى الرغم من ذلك، تبقى بريكس بعيدة عن أن تصبح لاعباً مؤثراً عالمياً بشكل كامل، خاصة مع غياب الزعماء الكبار مثل الرئيس الصيني، الذي غاب عن القمة دون إيضاحات رسمية حول أسباب غيابه، رغم زيارته السابقة للبرازيل واستعداده للمشاركة في فعاليات أخرى.
توسعات وتأثيرات داخل المجموعة
- شهدت بريكس انضماًُ متزايداً من دول مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا، مما عزز التمثيل العالمي للمجموعة، حيث تمثل الآن حوالي 40% من الناتج العالمي ويمثل نصف سكان العالم تقريباً.
- لكن هذا التوسع يثير المخاوف من ضعف التماسك الداخلي، حيث تختلف وجهات نظر الأعضاء حول قضايا رئيسية، مثل دعم مرشحين معينين لمناصب دولية أساسية، خاصة المقعد الدائم في مجلس الأمن.
التعاون في قضايا المناخ والاقتصاد
- تسعى بريكس لتعزيز آليات التمويل المناخي، خاصة في ظل تباين المواقف الدولية بعد انسحاب بعض الأعضاء من اتفاق باريس، حيث تنظر الصين إلى المجموعة كوسيلة لتعزيز نفوذها الدولي وكونها حليفاً أكثر موثوقية في قضايا البيئة.
- أما على الصعيد الاقتصادي، فقد سجلت التجارة بين أعضائها نمواً ملحوظاً، حيث بلغت 740 مليار دولار سنوياً بين عامي 2021 و2024، مع التركيز على تطوير أنظمة دفع بديلة لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
تحديات مستقبلية وأولويات المجموعة
- تواجه بريكس تحديات تتعلق بغياب برنامج أيديولوجي موحد، وسط انقسامات داخلية بين الأعضاء القدامى والجدد.
- بالإضافة إلى ذلك، تظل العلاقات بين أكبر اقتصادين داخل التكتل، الصين والهند، مصدر توتر، مع خطط الهند لتعزيز مكانتها الدولية خلال رئاستها للمجموعة في عام 2026.
- رغم الجهود المبذولة، لا تزال غيابات القادة الأساسيين، خاصة شي جين بينغ، تخيم على صورة التكتل وتحد من قدرته على توحيد مواقفه وتحقيق التأثير العالمي المنتظر.