اخبار سياسية
كيف تقيّم روسيا نفوذها في الشرق الأوسط بعد حرب إيران؟

تأثيرات الحرب الأخيرة على الدور الإقليمي والعالمي لروسيا وإيران
لم تقتصر تداعيات الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط، بل تجاوزت إلى المنطقة والعالم بأسره، خاصة في موسكو التي تعتبر حليفاً مقرباً لطهران. إذ أثارت الحرب والضربة الأمريكية للمنشآت النووية تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين موسكو وطهران، وتوازن القوى الإقليمي والدولي في ظل التصعيد الأخير.
موقف موسكو وتحالفاتها في ظل المستجدات
- على عكس الولايات المتحدة التي دعمت إسرائيل وساهمت في تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إيرانية، اتخذت موسكو موقف المراقب والمتفرج، رغم تلقي إيران ضربات متتالية.
- انخفض نفوذ موسكو في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام بشار الأسد، في وقت لا تزال فيه غارقة في الحرب الأوكرانية، مما أضعف قدرتها على التأثير المباشر في مجريات الأحداث الإقليمية.
- يُحمّل البعض إيران المسؤولية لرفضها مبادرة موسكو لبناء تحالف دفاعي شامل، الأمر الذي أدى إلى تدهور قدراتها الدفاعية وكشف أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية والأمريكية.
موقف إيران من العروض الروسية والاتفاقات العسكرية
- في حديث رسمي، أكد الرئيس الروسي على أن «معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً»، رغم عرض موسكو على طهران منظومات دفاع جوي متقدمة، وقيامها بتقديم خبرات تدريبية وعتاد عسكري.
- رغم ذلك، يفسر خبراء روس أن رفض إيران العرض يرجع إلى رغبتها في فتح صفحة جديدة مع الغرب، وتركيزها على مصالحها الوطنية دون التورط في تحالفات عسكرية مباشرة.
- يوجد حالياً مساعٍ إيرانية لتطوير علاقاتها العسكرية مع موسكو، خاصة في مجال الدفاع الجوي، مع الاستعداد لتعزيز التعاون الدفاعي والرد على التهديدات الخارجية.
ردود فعل وتحليل الخبراء حول التوازنات الإقليمية والدولية
- رأي خبراء روس يتفق على أن موقف موسكو الداعم لإيران يعكس التزامها بمبادئ القانون الدولي ورفض العدوان الإسرائيلي، ويهدف إلى تعزيز علاقاتها مع طهران في مواجهة الضغوط الأمريكية والغربية.
- بخصوص الانهيار المحتمل لنظام الأسد، يعتبر المحللون أن تأثير ذلك أكبر على السياسة الروسية في المنطقة من الحرب الأخيرة على إيران، حيث سعت موسكو إلى الحفاظ على نفوذها عبر علاقات مرنة مع القيادة الجديدة في دمشق.
- يُشدد خبراء على أهمية أن تُحدد دول المنطقة، بما فيها إيران، موقفها من الدور الروسي ومستقبل الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل توازنات القوى والعلاقات الدولية المتغيرة.
تداعيات الحرب على القدرات النووية والعقائد العسكرية
- يتوقع خبراء أن إيران قد تتجه نحو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مستبسلة بتحقيق استقلال كامل في برنامجها النووي وتطوير قدراتها العسكرية ذاتياً.
- وعلى صعيد المفاوضات النووية، تشير التحليلات إلى أن الولايات المتحدة ربما تراجعت عن التزامها السابق، مما يدفع إيران للبحث عن حلول متعددة الأطراف مع شركائها الدوليين كروسيا والصين.
- في مجملها، تعتبر الأطراف أن الملف النووي هو أحد مفاتيح حماية السيادة الوطنية، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي تواجه البرنامج الإيراني.
مراجعة العلاقات الإقليمية والدور الروسي في الشرق الأوسط
- يؤكد خبراء أن العلاقات الروسية مع المنطقة، وخصوصاً مع إيران وسوريا، تستند إلى استراتيجيات تركز على الحفاظ على المصالح، مع سعي موسكو إلى تحويل الخصوم إلى أصدقاء عبر دبلوماسية مرنة.
- رغم التحديات، ترى موسكو أن مجالات التعاون قائمة، وأن تهديدات النزاعات الأخيرة لن تؤدي إلى تراجع الدور الروسي في الشرق الأوسط، حيث ترى أن هناك أهمية كبيرة للاستقرار الإقليمي.
- حصلت موسكو على اعترافات محلية ودولية بضرورة توازن مواقفها، وعدم الانحياز لموقف واحد متطرف، مع الاستمرار في العمل المشترك مع الأطراف المعنية لضمان مصالحها الاستراتيجية.
ختام: مستقبل العلاقات الروسية الإيرانية واستقرار المنطقة
على الرغم من التحديات والعقبات الحالية، يبقى من المتوقع أن تستمر العلاقات الروسية-الإيرانية في التطور، خاصة في مجالات التعاون الدفاعي والاقتصادي، مع الحرص على عدم إثارة تدخلات مباشرة قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع أكثر. وتبقى المنطقة أمام مفترق طرق يتطلب توازنات دقيقة وسياسات مدروسة لضمان السلام والاستقرار المستدامين.