صحة

دراسة تكشف أن السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد أكثر خطراً من السجائر التقليدية

تزايد شعبية السجائر الإلكترونية وتحذيرات حول مخاطرها الصحية

شهدت السجائر الإلكترونية ارتفاعاً مستمراً في شعبيتها على مر العقدين الأخيرين، خاصة بين الشباب. غالباً ما تُروَّج هذه الأجهزة الأنيقة، التي تتوفر بنكهات متنوعة، كبديل أكثر أماناً للسجائر التقليدية. ومع ذلك، أبحاث حديثة ومثيرة للقلق تثير تساؤلات حول مدى سلامة هذه الأجهزة، خاصة مع ازدياد الدراسات التي تكشف عن مخاطر صحية غير متوقعة.

دراسة حديثة تكشف عن مستويات خطيرة من المعادن السامة

في دراسة نُشرَت في يونيو، قام باحثون باختبار ثلاث علامات تجارية مشهورة للسجائر الإلكترونية التي تستخدم مرة واحدة، بهدف الكشف عن وجود معادن خطرة مثل الرصاص، الكروم، الأنتيمون، والنيكل. تعتبر استنشاق هذه السموم خطراً متزايداً، إذ يُمكن أن يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان، أمراض الجهاز التنفسي، وتلف الأعصاب.

نتائج الدراسة وأهميتها

  • أظهرت النتائج أن مستويات المعادن السامة التي تصدرها السجائر الإلكترونية أعلى بكثير من تلك الصادرة عن السجائر التقليدية.
  • تجاوز كمية الرصاص التي أطلقتها خلال الاستخدام اليومي تلك التي تطلقها حوالي 20 علبة سجائر، مما يدل على خطورتها الكبيرة.
  • الباحثون أكدوا أن هذه النتائج تبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات تنظيمية لحماية القاصرين والمستهلكين بشكل عام.

تصريحات الخبراء

قال بريت بولين، أستاذ علم السموم البيئية في جامعة كاليفورنيا، إن الدراسة تسلط الضوء على المخاطر الخفية المرتبطة بالسجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، خاصة مع احتوائها على مستويات خطيرة من الرصاص، النيكل، والأنتيمون، مما يستدعي سرعة تطبيق القوانين ذات الصلة. وأشار إلى أن هذه المخاطر تتجاوز تلك المرتبطة بالسجائر الإلكترونية التقليدية وأحياناً تتفوق عليها.

التحديات التنظيمية والمبيعات المرتفعة

على الرغم من جهود إدارة الغذاء والدواء الأميركية لإيقاف مبيعات السجائر الإلكترونية ذات النكهات والقابلة للاستخدام مرة واحدة، خاصة تلك الموجهة للشباب، إلا أن السوق لا يزال مزدهراً. فمبيعات هذه الأجهزة، خلال السنوات الماضية، تفوقت على مبيعات السجائر الإلكترونية التقليدية القابلة لإعادة التعبئة، مما يثير قلقاً متزايداً بشأن انتشارها وتأثيرها الصحي.

استخدامات الشباب والانتشار الواسع

وفقاً لمسح وطني حديث، تعتبر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة أكثر منتجات التبغ انتشاراً بين الشباب. حيث أشار المسح إلى أن 5.9% من الطلاب في الصفوف الإعدادية والثانوية يستخدمونها حالياً، وأن أكثر من نصف المستخدمين يختارونها بشكل خاص نظراً لسهولة الاستخدام والتوافر الواسع.

تحليل المعادن داخل الأجهزة وتدهور الحالة مع الاستخدام المستمر

حلل الباحثون المعادن وأشباه المعادن داخل سبعة نماذج من السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، من إنتاج ماركات مشهورة. أظهرت النتائج أن جميع الأجهزة كانت تحتوي على النيكوتين، مع وجود تسرب للمعادن مثل النيكل والرصاص والأنتيمون من مكونات الأجهزة إلى السوائل الإلكترونية، وخاصة مع تكرار النفثات، مما يعزز من احتمالات التعرض للمخاطر الصحية.

التسرب والمواد المسرطنة

  • الأنيمون والرصاص تسربا من مكونات الأجهزة، بما يزيد من احتمالية التعرض لمواد مسرطنة.
  • تراكيز المعادن في أبخرة الأجهزة ارتفعت مع تكرار الاستنشاق، مؤكدة أن الحالة تزداد سوءًا مع استمرار الاستخدام.

المخاطر الصحية المحتملة

تُظهر النتائج أن مستخدمي هذه الأجهزة يتعرضون لمستويات عالية من المعادن السامة التي قد تؤدي إلى تلف الأعصاب، مشاكل في الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بسرطان وأنواع أخرى من الأمراض المزمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى