اقتصاد

“بريكس” يسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترمب

تطورات مجموعة بريكس في ظل التحديات العالمية والسياسية

منذ أن انطلقت مجموعة بريكس قبل أكثر من عقد، وهي تسعى لتعزيز وجودها كمجموعة من الدول ذات الاقتصادات الناشئة، لكنها واجهت العديد من التحديات في توحيد الأهداف والسياسات بين أعضائها. وسط تغييرات عالمية متسارعة، تتجه المجموعة حالياً نحو مرحلة جديدة تكشف عن توازنات مختلفة في المشهد الدولي.

مواقف وحراك المجموعة في ظل التوترات التجارية والسياسية

  • يُتوقع أن يعبر قادة بريكس خلال قمتهم الحالية في ريو دي جانيرو عن موقف موحد يدين الإجراءات الحمائية الأحادية، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وذلك ضمن بيان ختامي يعكس تفاهمات بين الأعضاء.
  • رغم استبعاد ذكر الولايات المتحدة بالاسم، إلا أن الرسائل الموجهة إلى إدارة ترمب تبرز رغبة التكتل في مواجهة السياسة الحمائية واحترام قواعد التجارة الحرة، مع تأكيد على أهمية التعددية الدولية.

صعود بريكس في غياب واشنطن ومحاولة اللعب على وتر التعددية

  • تسعى بريكس إلى ملء الفراغ الذي خلفه غياب واشنطن عن المبادرات الدولية، سواء من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي أو المناخي، حيث يرى قادة المجموعة أن التعددية تواجه أصعب مراحها منذ عقود.
  • وقد أكد الرئيس البرازيلي أن التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية، مع استمرار التكتل في تعزيز الشراكات والتنسيق حول قضايا المناخ والأمن.

الانقسامات والتحديات الداخلية بين الأعضاء

  • هناك خلافات واضحة حول قضايا السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، حيث تعارض روسيا والصين إشارة مباشرة إلى النزاعات، فيما تدفع مصر باتجاه مناقشة السلام والأمن.
  • كما تشهد المجموعة انقسامات حول ترشيحات مقاعد دائمة في مجلس الأمن، حيث يعارض بعض الأعضاء توجهات البعض الآخر في السعي لتعزيز نفوذهم الدولي.

آفاق التعاون والتوسع المستقبلي

  • بالرغم من التحديات، يُظهر قادة بريكس تفاؤلاً حذرًا بشأن القدرة على بناء أرضية مشتركة لتحسين آليات تمويل المناخ وتنسيق السياسات الاقتصادية بين الأعضاء، خاصة بعد التوترات العالمية الحالية.
  • يعمل أعضاء بريكس على تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية، مع ارتفاع حجم التجارة بين الدول المؤسسة بنسبة 40% منذ عام 2021، وهو ما يعكس قدرة المجموعة على التكيف مع الظروف العالمية.

مواصلة التنافس وتحقيق النفوذ الدولي

تركز الهند على استثمار رئاسة المجموعة عام 2026 لتأكيد مكانتها كقائد دولي، خاصة مع غياب الصين عن بعض الفعاليات الكبرى، وهو ما قد يؤثر على صورة بريكس كمنظمة موحدة ذات تأثير عالمي ملموس. ومع استمرار التوترات السياسية والخلافات الداخلية، تظل بريكس أمام تحدٍ كبير لتوحيد صفوفها وتعزيز دورها الدولي بشكل فعّال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى