صحة
نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر مما نتصور

تقدم في فهم التفاعل المناعي لزراعة الأعضاء من الخنازير وابتكارات علمية لمواجهة تحديات الرفض
شهدت الأبحاث العلمية مؤخراً تطورات مهمة في مجال زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً، حيث تمكن الباحثون من رسم خرائط تفصيلية لكيفية تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة الكلى المزروعة، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين نجاح عمليات الزرع وتقليل معدلات الرفض.
رسم خرائط التفاعل المناعي باستخدام تقنيات تصويرية متطورة
- اعتمد الباحثون على تقنيات تصوير جزيئي مكاني متقدمة لتحديد الاستجابة المناعية المبكرة والمتطورة لعملية الزرع.
- تم تحديد علامات جزيئية مهمة تظهر في الوقت المبكر، خاصة خلال الأيام العشرة الأولى بعد الزرع، مع تصاعدها في اليوم الثامن والثلاثين.
- أسفرت الدراسة عن رسم خارطة دقيقة توضح كيف تتسلل الخلايا المناعية، خصوصاً الخلايا البلعمية الكبيرة والخلايا النخاعية، إلى الأنسجة المزروعة.
منافذ زمنية للعلاج وتقليل معدلات الرفض
- أظهرت النتائج وجود نافذة زمنية محددة يمكن التدخل خلالها لعلاج الرفض المناعي، وذلك خلال أول 61 يوماً بعد الزرع.
- استغلال هذه النافذة يوفر فرصة لتطوير بروتوكولات علاجية موجهة تعيق التفاعل المناعي الضار وتحسن من فرص بقاء العضو المزروع.
آليات الرفض المناعي ومواجهتها
- الرفض بوساطة الخلايا التائية يحدث عندما تتعرف الخلايا الليمفاوية على العضو المزروع ك عنصر غريب وتبدأ في مهاجمته.
- الرفض بوساطة الأجسام المضادة يتضمن تكوين أجسام مضادة ضد مستضدات العضو، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية للعضو الم زرع.
تطوير الأعضاء المزروعة من الخنازير المعدلة وراثياً
- بدأت التجارب السريرية بزراعة كلى معدلة جينياً من خنازير في متلقين بشريين، وقد أظهرت نتائج واعدة رغم حدوث رفض حاد في بعضها.
- تم تعديل الكلى بإضافة ست جينات بشرية وتعطيل أربع جينات من الخنزير بهدف تقليل احتمالية الرفض وتحسين التوافق المناعي.
- في مارس 2024، تلقى رجل يبلغ من العمر 62 عاماً أول كلية خنزير معدلة وراثياً، وظهرت وظيفة جيدة للكلى بعد الزرع.
- وفي نوفمبر من نفس العام، تلقت امرأة أخرى كلية معدلة، واستمرت الوظيفة لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض حاد.
التفاعل المناعي وطرق التحقق من نجاح الزراعة
- توفر الدراسة الجديدة خريطة دقيقة للتفاعل بين الخلايا المناعية البشرية وأعضاء الخنزير المزروعة، مع التركيز على أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية.
- كشف التحليل أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً، مع تأثير رئيسي على عملية الرفض.
- لاحظ الباحثون أن التدخلات العلاجية الموجهة أدت إلى انخفاض ملحوظ في مؤشرات الرفض، مما يعزز إمكانية تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية.
النقص العالمي في الأعضاء وتحديات الحلول المستدامة
- لا تزال أزمة نقص الأعضاء تمثل تحدياً صحياً وإنسانياً كبيراً، حيث يتجاوز الطلب على الأعضاء المتاحة العد والحدود.
- في الولايات المتحدة، ينتظر أكثر من 100 ألف شخص إجراء عملية زرع، ومعظمهم من مرضى الكلى، بينما تتضاعف الحاجة عبر العالم.
- رغم زيادة عمليات الزراعة، تبقى الفجوة كبيرة، مع وفاة العديد من المرضى أثناء انتظارهم للأعضاء اللازمة.
آفاق مستقبلية لتحسين العلاجات وتقنيات الزراعة
يشير الباحثون إلى أن فهم التفاعل المناعي على المستوى الجزيئي يقربنا من تجاوز عقبة الرفض، مما يمهد الطريق لجعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً علاجياً أكثر استدامة. ويعمل حالياً على تحسين التعديلات الوراثية وتطوير بروتوكولات وإنذار مبكر للكشف عن الرفض، ليصبح هذا الأسلوب متاحًا وفعالاً في المستقبل القريب، مع الأمل في إحداث ثورة في مجال زراعة الأعضاء على مستوى العالم.