صحة

نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر من المتوقع

تقدم في فهم التفاعل المناعي بين الخلايا البشرية وأنسجة الخنازير المزروعة

تمكن باحثون من رسم خرائط تفصيلية لآليات تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة الكلى المزرعة من الخنازير، وذلك باستخدام تقنيات تصوير جزيئي متطورة. يهدف هذا الاكتشاف إلى تحسين فهم استجابة الجهاز المناعي للزراعة من الخنازير إلى البشر، وتطوير استراتيجيات للتعامل مع رفض الأعضاء المزروعة بطريقة أكثر دقة وفعالية.

التقنيات والأبحاث الأساسية

  • استخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متقدمة لتمييز استجابة الخلايا المناعية.
  • رسم خرائط تفصيلية لتسلل وارتباط خلايا الجهاز المناعي مع الأنسجة المزروعة.
  • التحليل الجيني لسلوك خلايا المناعة، مع تحديد أنماط التعبير الجيني.

النتائج المهمة في الدراسة

  • كشف أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً في جميع مراحل التفاعل المناعي.
  • تحديد أنماط تعبير جيني تشير إلى وجود علامات مبكّرة لحالات رفض المنشأ، خاصة في اليوم العاشر بعد الزرع، وذروتها في اليوم الثلاثين والثالث والثلاثين.
  • تعيين «نافذة زمنية حرجة» يمكن التدخل فيها علاجياً لتثبيط عمليات الرفض وتحسين فرص بقاء العضو.

مفهوم رفض الأعضاء والآليتان المرتبطتان

يحدث رفض الأعضاء عندما يتعرف الجهاز المناعي للمريض على الأنسجة المزروعة على أنها غريبة، ويشن هجوماً مناعياً بهدف تدميرها. تتضمن هذه الاستجابة آليتين رئيسيتين:

  • الرفض بوساطة الخلايا التائية: حيث تتعرف الخلايا الليمفاوية التائية على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة.
  • الرفض بواسطة الأجسام المضادة: يتكون أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في العضو المزروع.

التقدم في تجارب زراعة الكلى من الخنازير إلى البشر

تؤشر النتائج على بدء تجارب سريرية للزرع من خنازير معدلة وراثياً إلى متلقين بشريين، مع التركيز على تحسين توافق الأعضاء وتقليل احتمالات الرفض.

  • تمت الموافقة على تجارب سريرية جديدة من قبل الجهات المختصة، تتضمن تعديلات جينية معقدة على الكلى لضمان تقليل رفض الجهاز المناعي.
  • نجح أول زرع من نوعه في مستشفى ماساتشوستس عام 2024، رغم وفاة المريض بعد شهرين، إلا أن الدراسة أظهرت أن الكلية كانت تعمل بشكل جيد طوال الفترة.
  • تلا ذلك تلقي امرأة من ألاباما كلية من خنزير معدل وراثياً، واستمرت في العمل لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض حاد.

التفاعل المناعي بين الإنسان والأعضاء المزروعة من الخنازير

توفر الدراسة خريطة أدق لتفاعل الجهاز المناعي مع الأنسجة المزروعة، مع تحديد أنماط تعبير جينات وخصائص الخلايا المناعية، ما يسهم في تطوير علاجات موجهة للحد من الرفض.

  • اعتمد الباحثون على خوارزميات معلوماتية لتمييز خلايا المناعة البشرية والخلايا البنائية للخنازير.
  • ظهر أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً، وتلعب دوراً رئيسياً في عمليات رفض العضو.
  • من خلال التدخلات العلاجية، لوحظ انخفاض ملحوظ في مؤشرات الرفض، ما يشير إلى إمكانية تعطيل التفاعل الضار عبر استهداف الخلايا المناعية في مراحل مبكرة.

التحديات خاصة بنقص الأعضاء والآفاق المستقبلية

لا تزال أزمة نقص الأعضاء تمثل تحدياً كبيراً على المستويين المحلي والعالمي. ومع استمرار ارتفاع الطلب على عمليات الزرع، يبحث العلماء عن حلول مبتكرة، منها زراعة الأعضاء من خنازير معدلة وراثياً.

  • تُعد زراعة الأعضاء من الخنازير حلاً واعداً لسد الفجوة، مع تزايد عمليات الزراعة وارتفاع الوفيات أثناء الانتظار.
  • رغم التقدم، إلا أن النسبة الحالية من العمليات لا توازي الاحتياج العالمي، حيث يتم إنقاذ عدد محدود من المرضى بسبب نقص الأعضاء.
  • الجهود مستمرة لتحسين التقنيات المناعية والتعديلات الوراثية على الخنازير، لتقليل معدلات الرفض وزيادة نجاح زراعة الأعضاء في المستقبل.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

تشير النتائج إلى أن تجاوز عقبة الرفض المناعي أصبح الآن أكثر قرباً، مما يعد خطوة أساسية نحو جعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً علاجياً مستداماً. يتطلب الأمر سنوات من التجارب لضمان السلامة والفعالية، مع موافقات تنظيمية صارمة، إلا أن الدراسة تضع أساساً قوياً لنقلة نوعية في هذا المجال.

مع التركيز على تحسينات في التعديلات الوراثية وتطوير بروتوكولات إنذار مبكر، يأمل العلماء أن يتحول هذا النوع من الزراعة إلى خيار روتيني خلال العقد القادم، مما يغير مستقبل زراعة الأعضاء العالمية بشكل جذري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى