صحة

نجاح طباعة “جزر بنكرياسية” يفتح آفاقاً جديدة لعلاج محتمل لمرض السكري

نجاح فريق دولي في طباعة بنكرياسية بشرية حيوية يعزز آفاق علاج مرض السكري من النوع الأول

شهد فريق من العلماء من دول متعددة تطوراً هاماً في مجال العلاج البيولوجي لمرض السكري من النوع الأول، حيث تمكنوا من طباعة جزر بنكرياسية بشرية حية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. يمثل هذا الإنجاز خطوة تقارب التغيير الجذري في استراتيجيات العلاج المستقبلي لهذا المرض المزمن الذي يهدد حياة الملايين حول العالم.

مفاهيم أساسية حول مرض السكري من النوع الأول

  • يُعتبر مرضًا من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجزر البنكرياسية المسؤولة عن إنتاج الأنسولين.
  • نتيجة لذلك، يعاني المرضى من نقص حاد في هرمون الأنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم، مما يستدعي الاعتماد على حقن الأنسولين اليومية.
  • الهدف من الأبحاث هو استبدال هذه الخلايا التالفة بزراعة خلايا جديدة وظيفية تقلل الحاجة إلى العلاج المستمر بالأنسولين.

تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدام الحبر البيولوجي

اعتمد العلماء على مادة الألجينات، المستخرجة من الطحالب، مع نسيج بنكرياسي بشري خالٍ من الخلايا، لإنشاء “حبر بيولوجي”. تمكنت هذه المادة من طباعة جزر بنكرياسية عالية الكثافة، والتي يمكن أن تحي وتعمل بشكل فعال لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

  • حافظت الجزر على استجابتها لمستويات السكر وإفراز الأنسولين بكفاءة خلال فترة الاختبار.
  • تم تصميم هذه الجزر ليتم زرعها تحت الجلد، وهو أقل توغلاً وأماناً مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على زرعها في الكبد، مما يقلل من فقد الخلايا ويفتح آفاقاً جديدة للعلاج.
  • بيئة الطباعة أتيحت للأبحاث من خلال تصميم مسامي يسمح بتدفق الأوكسجين والمغذيات الضرورية، مما يعزز من بقاء الخلايا ووظائفها بعد الزرع.

التحديات التقنية والنتائج التشغيلية

عمل الباحثون على تحسين تقنية الطباعة لتقليل الإجهاد الميكانيكي على الخلايا الهشة، مما ساعد على الحفاظ على شكل وانتظام الجزر. أظهرت النتائج أن أكثر من 90% من الخلايا ظلت حية بعد عملية الطباعة، وأظهرت استجابة دقيقة لمستويات الجلوكوز.

بالإضافة إلى ذلك، حافظت الجزر المطبوعة على بنيتها بعد 21 يوماً، واحتوت على بنية مسامية تتيح وصول الأكسجين والمغذيات بسهولة، مما يعزز من صحتها ويساعد على تكوين الأوعية الدموية الضرورية لبقائها على قيد الحياة بعد الزرع.

آفاق المستقبل والتطبيقات المحتملة

يعتبر هذا النجاح تتويجاً لواحدة من الدراسات الأولى التي تستخدم خلايا بشرية حقيقية بدلاً من خلايا حيوانية، مع مؤشرات قوية على إمكانية تطوير علاج جاهز يستخدم دون الحاجة إلى حقن الأنسولين بشكل متكرر. حالياً، يجري اختبار الأبحاث على نماذج حيوانية، مع استكشاف طرق التجميد والتخزين التي قد تسهل توزيع هذه الهياكل عالمياً.

كما يتم العمل على مصادر بديلة للخلايا، بما يشمل الجزر المشتقة من الخلايا الجذعية وخلايا الخنازير، بهدف تجاوز نقص المتبرعين وتحقيق استدامة أكبر للعلاج.

ختام

بالرغم من أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية، إلا أنها تمثل نقطة تحول مهمة في علاج السكري من النوع الأول، مع إمكانيات قد تُغير حياة ملايين المصابين حول العالم عند إثبات فعاليتها من خلال التجارب السريرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى