اخبار سياسية
تراجع إمدادات الغاز الإيراني يبرز قضية أمن الطاقة في العراق

تداعيات خفض إمدادات الغاز الإيراني على العراق في ظل أزمة الطاقة الحالية
شهد الشارع العراقي خلال الساعات الأخيرة تأثيرات واضحة نتيجة قرار إيران تقليل إمدادات الغاز، خاصة مع استمرار موجة الحر الشديدة التي تجاوزت درجاتها الخمسين مئوية، مما أدى إلى انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي وتدهور الأوضاع الخدمية.
تأثيرات خفض إمدادات الغاز الإيراني
- أفاد مدير عام مديرية الوقود في وزارة الكهرباء العراقية، سعد فريح، أن خفض توريد الغاز الإيراني نجم عن أعمال صيانة داخل إيران، وفق المعلومات الواردة من الجانب الإيراني.
- ذكر أن هناك بعض الأعطال الداخلية وزيادة الاستهلاك عقب الأحداث الأخيرة في إيران، مما أدى إلى فقدان حوالي 3800 ميجاواط من الطاقة الكهربائية.
- بيّن أن الوزارة تتبع خطة مسبقة للتقليل من أثر نقص الغاز عبر تشغيل وحدات بديلة تعتمد على وقود الزيت أو الكازويل، مع بدء تشغيل بعض المحطات بهذه البدائل.
الخطط والاستراتيجيات البديلة
- تم وضع خطة للاستفادة من محطات تعمل على الوقود البديل قبل بداية الصيف، وتتضمن نقل الكميات من خلال محاور نقل في عدة مدن مثل النجف والديوانية والصدر وسماية.
- هناك فرق كبير في الكفاءة بين أنواع الوقود، حيث لا تعمل بعض الوحدات على زيت الغاز أو الكازويل بشكل فعال.
استيراد وخطط مستقبلية للغاز الطبيعي
- يستورد العراق الغاز الطبيعي من إيران بكميات تصل إلى 50 مليون متر مكعب يومياً، بموجب عقد لمدة 5 سنوات يسهم في تشغيل محطات الكهرباء.
- وفيما يخص مشروع المنصة العائمة في ميناء خور الزبير، أوضح المسؤول العراقي أن المشروع في مراحل متقدمة، وهناك دعوات من عدة شركات لاستيراد الغاز عبره، وهو مشروع ضخم من المتوقع أن يكتمل قبل الصيف إلا أنه تأخر لأسباب فنية، ويُسعى لحل ذلك بسرعة.
- أما بشأن استيراد الغاز من تركمانستان، فالمشروع في مراحل متقدمة، بانتظار موافقة وزارة الخزانة الأميركية نظراً لعبور الغاز عبر الأراضي الإيرانية، مع وجود تفصيلات فنية ولوجستية قيد النقاش مع الجانب الدولي.
التحديات والعوائق المالية والسياسية
- مشكلة استيراد الغاز معقدة، حيث تؤثر العقوبات الأميركية على الأموال المرسلة لإيران، والتي تُودع في حسابات خاصة تحت إشراف الحكومة الأميركية، مما يحد من قدرة العراق على السداد المباشر.
- يرى خبراء أن العقوبات واستهداف إيران عبر الضربات الأميركية أثرا على قدرة العراق في تأمين الغاز بشكل كامل، وخصوصاً أن بعض الأموال تُصرف وفق قوانين خاصة تفرضها الجهات الدولية المراقبة.
تأثير نقص الغاز على إنتاج الكهرباء
نتيجة لخفض إمدادات الغاز الإيراني، تفقد وزارة الكهرباء حوالي 15% من قدرتها الإنتاجية، أي قرابة 4000 ميجاواط من الطاقة، وهو ما يُفاقم من أزمة انقطاعات التيار الكهربائي ويؤثر سلباً على حياة المواطنين.
ختام
يؤكد المسؤولون والخبراء على ضرورة تنويع مصادر الاستيراد واعتماد بدائل أكثر استدامة، كخط غاز تركمانستان أو تفعيل مشاريع المنصة العائمة، مع العمل على تقليل حرق الغاز المصاحب وزيادة إنتاجه، بهدف استقرار قطاع الطاقة وتحقيق استدامة الإمدادات في العراق في ظل التحديات الدولية والظروف الإقليمية الراهنة.