اخبار سياسية

قلق متزايد بشأن حماية الأقليات الدينية في سوريا بعد هجوم “مار إلياس” في دمشق

تصعيد العنف واستمرارية التهديدات للأقليات الدينية في سوريا

شهدت سوريا خلال الفترة الأخيرة تصاعدًا في الهجمات التي تستهدف الأماكن الدينية والأقليات، ما يثير قلق المجتمع المحلي والدولي على حد سواء. في 22 يونيو الماضي، ردت الكنسية في حي الدويلعة بدمشق على هجوم انتحاري أودى بحياة العديد من الأبرياء، ما يؤكد أن التهديدات لا تزال قائمة رغم الجهود الأمنية المبذولة.

التطورات الأمنية والمواقف الرسمية

  • أكدت السلطات السورية على لسان مسؤولين أن تحقيقات الأجهزة الأمنية أدت إلى تحديد هوية الانتحاري واعتقال عدد من المتورطين، مع مصادرة أسلحة وذخائر خلال مداهمات في ريف دمشق، ويُعتقد أن المرتكبين ينتمون لتنظيم “داعش”.
  • وأشارت المعلومات إلى أن الجماعات المتشددة كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات في أماكن مقدسة مثل مقام السيدة زينب، وهو ما يعكس استمرار تهديد الأمن الديني في البلاد.

ردود الأفعال والتعازي

  • أدان الرئيس السوري وأبرز المسؤولين التفجيرات، مع تعازي رسمية لذوي الضحايا، مع وعود بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
  • نُشرت تسجيلات لمكالمة هاتفية بين الرئيس وكنيسة، أعرب فيها عن تعازيه وتوعّد بمحاسبة المسؤولين، في حين زار بعض المسؤولين مواقع التفجير وقدموا التعازي لذوي الضحايا.

تحليل الوضع الأمني والتحديات

  • أكد المحامي والناشط في حقوق الإنسان، ميشيل شماس، على أهمية تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتحسين تدريباتها لرصد التهديدات قبل وقوعها، خاصة آن وضع الأجهزة الأمنية ما زال في طور إعادة الهيكلة.
  • ذكر أن الجماعات، بما فيها جماعة “سرايا أنصار السنة”، تنشط وتعلن مسؤوليتها عن هجمات، وتستخدم وسائل إعلام مختلفة لنشر بياناتها، مع ارتباطات تنظيمية قديمة مع “هيئة تحرير الشام”.

المخاطر على الأقليات الدينية واستجابات المجتمع

  • مُنذ سقوط النظام، شهدت المناطق المسيحية اعتداءات مختلفة، من بينها إحراق شجرة عيد الميلاد وتعرض كنائس لعمليات تخريب وإطلاق نار، رغم أن هذه الحوادث كانت محدودية مقارنة مع ما سبق.
  • المجتمع السوري بدأ يظهر استياءً من بعض الأنشطة الدعوية، خاصة تلك التي تبث أناشيد دينية إسلامية في أحياء ذات غالبية مسيحية، مما يزيد من توتر الأجواء بين المكونات الدينية.

مخاطر التوتر الطائفي وضرورة التعاون

  • أشار الناشط الحقوقي، ميشيل شماس، إلى ضرورة أن تعترف السلطات بوجود الانتهاكات وتعمل على معالجتها من خلال إصلاحات أمنية ومجتمعية شاملة، تشمل إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، والتعامل مع التحريض الطائفي في الإعلام والمنابر الدينية.
  • أبرز أن تفجير الكنيسة هو رسالة إنذار حقيقية، يعكس هشاشة الوضع الأمني وضرورة التصدي للمخاطر التي تستهدف وحدة المجتمعات، خاصة مع استمرار وجود قوى مسلحة غير منضبطة تستغل الثغرات لتحقيق أهدافها.

موقف الأقليات الدينية وتحديات المستقبل

  • تُقدّر أعداد المسيحيين في سوريا بحوالي 400 ألف، وهو ما يمثل نسبة صغيرة من السكان، ومع استمرار الحرب، تزايدت معدلات الهجرة، وحصلت تراجعات كبيرة مقارنة بما كانت عليه قبل العقود الماضية.
  • التصريحات الرسمية أكدت على أن كافة المكونات ستعيش بسلام، وأن الحكومة لن تسعى للانتقام أو قمع أي أقلية دينية، رغم التصعيد الأخير الذي يهدد استقرار المجتمع السوري ككل.

ختام وتوصيات

على الرغم من التدابير الأمنية، لا تزال التحديات قائمة أمام المجتمع السوري، خاصة فيما يتعلق بحماية الأقليات وتحقيق الاستقرار الوطني. من الضروري تعزيز بناء الثقة بين مكونات المجتمع من خلال إجراءات عملية وشاملة تهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وضمان الأمن للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى