اخبار سياسية

المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي: الصين تقترب من زعزعة السيطرة الأمريكية

تسارُع المنافسة العالمية في سوق الذكاء الاصطناعي والتأثيرات الجيوسياسية

يشهد عالم التكنولوجيا حالياً تصارعاً محموماً بين الدول الكبرى، خاصة الصين والولايات المتحدة، على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتحول الاهتمام من مجرد تطوير نماذج متقدمة إلى وضع استراتيجيات شاملة تؤثر على ملامح النظام العالمي ومستقبل التعاون الدولي في المجال التكنولوجي.

مستجدات التنافس بين الصين والولايات المتحدة

  • تعمل الشركات الأمريكية على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة وفرض رسوم على الاستخدام، في حين توسعت الصين عبر برامج مفتوحة المصدر سهلة التوزيع، لتعزيز نفوذها.
  • سمحت الجهود الصينية، التي تركز على كفاءة الحوسبة وتقليل التكاليف، بانتشار روبوتات الدردشة الحديثة وابتكارات في مجالات مثل توصيل الطعام بالطائرات المسيرة.
  • الهدف هو التساوي أو التفوق في تقنية الحوسبة عالية الأداء، من خلال تطوير تقنيات أكثر كفاءة ومرونة في التكلفة، وتعزيز البنية التحتية السحابية وأنظمة البيانات العالمية.

آثار هذه التوجهات على الأسواق العالمية

  • توفر الصين وصولاً أقل تكلفة ودون قيود إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي للدول التي تعاني من السياسات الأمريكية، مما يعزز من نفوذها في الأسواق الناشئة.
  • تبدأ بنوك متعددة وجامعات في أوروبا والشرق الأوسط بتنفيذ نماذج لغوية متقدمة من تطوير صيني، كبدائل عن المنتجات الأمريكية، مثل ChatGPT.
  • شركات كبرى، منها “إتش إس بي سي” و”ستاندرد تشارترد”، تبدأ باختبار هذه النماذج داخل أنظمتها، فيما تعتمد شركات كبرى على هذه التقنيات في عملياتها الحيوية.

حرب تكنولوجية وسباق التسلح الرقمي

  • يصف خبراء الحالة الراهنة بأنها “حرب تكنولوجية باردة جديدة”، تزامناً مع تقلص الفارق بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق نماذج منافسة من قبل بكين.
  • تتجه الولايات المتحدة لتعزيز مكانتها من خلال حملات دبلوماسية وتوقيع صفقات مع حلفائها الإقليميين، بينما تسعى الصين لبناء منظومة مستقلة، وتعزيز قدراتها التكنولوجية محلياً وخارجياً.
  • بهدف تقليل الاعتماد على التقنيات الغربية، تؤكد الصين على تطوير بنية تحتية محلية عالية الكفاءة واستثمار مكثف في المواهب التقنية.

مستقبل النظام العالمي في ظل التنافس التكنولوجي

  • يتشكل حالياً نظام عالمي ثنائي القطب، حيث تسيطر قوى مختلفة على تقنيات معينة ومعايير محددة، ما يعزز تقسيم الأسواق إلى قطاعات تكنولوجية متنافسة.
  • ستتمحور التحالفات التكنولوجية المستقبلية حول من يسيطر على قواعد اللعبة، ومن يمتلك القدرة على جذب بقية الدول للانضمام إليها.
  • كما أن التوقعات تشير إلى أن تباين المعايير والأطر التنظيمية سيزيد من تعقيد التعاون الدولي، ويعزز من إمكانية تشكل تكتلات تكنولوجية مستقلة.

آفاق التطور والمخاطر المحتملة

على المدى الطويل، من المحتمل أن تستخدم كل من الصين والولايات المتحدة تقنيات الروبوتات الشبيهة بالبشر، والتقنيات المتقدمة في المجالات العسكرية والصناعية والاقتصادية، مع توقع وصول السوق العالمية للروبوتات الذكية إلى تريليون دولار بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإن استمرار الانقسامات وتدهور التعاون قد يعرض العالم لمخاطر أمنية واقتصادية جمة، مع احتمالات لتعطيل نظم الأمان والسلامة الدولية، وتراجع القدرة على إدارة التحديات العابرة للحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى