اخبار سياسية
بريطانيا وألمانيا تحضران لاتفاقية دفاع مشترك شاملة
تطورات استراتيجية بين بريطانيا وألمانيا لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني
تستعد بريطانيا وألمانيا لإبرام معاهدة شاملة تتضمن بنوداً لدعم متبادل في حال تعرض أي من البلدين لأي تهديد، بحسب ما ذكره خمسة مطلعين على سير العمليات لمجلة بوليتيكو. يأتي هذا التطور في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد التزامهما المشترك بمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.
أساس التعاون وتاريخ الاتفاقات
- قام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني السابق أولاف شولتز بتدشين هذا الترتيب من خلال إعلان مشترك في الصيف الماضي، أكد على تعزيز التعاون في مجالات السلام والأمن والنمو الاقتصادي.
- ويأتي إعلان التعاون هذا بالتزامن مع موافقة حلف الناتو على رفع إنفاق الدول الأعضاء في الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
نص المعاهدة والتطلعات المستقبلية
- النص بات على وشك الاكتمال، ومن المتوقع توقيعه في 17 يوليو قبل بداية العطلة البرلمانية في كلا البلدين.
- تتضمن المعاهدة فصولاً رئيسية، من بينها فصل يحدد أن أي تهديد استراتيجي يتعرض له أحد البلدين يعتبر تهديداً للآخر، مما يعزز الدعم العسكري المتبادل.
دفاع مشترك وتعزيز الردع الأوروبي
- ستوفر المعاهدة لألمانيا بنداً للدعم المتبادل مع كلتا القوتين النوويتين في أوروبا، وهو ما يتماشى مع رغبة المستشار الألماني في تعزيز القدرات الأوروبية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
- على الرغم من أن المعاهدة ستؤكد على التزام بريطانيا بمبدأ حلف شمال الأطلسي، إلا أن إدراج بند الدعم المتبادل يعكس توجه أوروبا لتقوية التعاون الأمني بين الحلفاء، خاصة في ظل تراجع الدور الأميركي داخل التحالف.
ملفات التعاون الأخرى والإصلاحات المرتقبة
- إضافة إلى الجانب الدفاعي، من المتوقع أن تتناول المعاهدة إجراءات لتحسين إدارة ملف الهجرة، خاصة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تعزيز النقل والبحث والابتكار.
- كما ستعزز التبادلات عبر الحدود، في خطوة تأتي في إطار مواجهة الضغوط المتزايدة على الحكومة البريطانية للحد من الهجرة غير القانونية والشرعية.
- تجري حالياً مفاوضات على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن تنظيم تنقل الشباب، بعد فشل المفاوضات ضمن إطار “إعادة ضبط العلاقات”.
موقف برلين وإجراءات التعاون الثنائي
تُعد برلين أحد العواصم الأوروبية التي تضغط بشكل كبير على تخفيف القيود على دخول الشباب إلى بريطانيا. ويُذكر أن المعاهدة بين ستارمر وميرتس، والتي تشمل 18 جولة من المفاوضات، تأتي كنتاج لهذه الجهود، حيث عُقدت جولات منها حضوريًا في برلين ولندن.
وفي تصريحات رسمية، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن المعاهدة ستتناول جميع جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، مما يعكس أهمية التعاون الوثيق بينهما.
استراتيجية بريطانيا العسكرية والاستعداد للدفاع
- وفي وقت سابق، أعلنت لندن وتوجهها نحو مرحلة “الاستعداد للقتال”، تزامناً مع إصدار مراجعة شاملة لقدراتها الدفاعية والتحديات المستقبلية.
- وقد صرّح رئيس الوزراء سترمر بأن مستوى التهديدات بات غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، وأن هدف القوات المسلحة هو الاستعداد الكامل للقتال.
- كما أشار إلى أن المملكة المتحدة ستسرع من عمليات الابتكار والإنتاج العسكري، مع طموح لتكون من بين الدول الأكثر ابتكارًا داخل حلف الناتو.
- ومنذ بداية حكم حزب العمال في يوليو 2024، التزمت الحكومة برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027، مع خطة للوصول إلى 3% بين 2029 و2034، رغم عدم تحديد موعد دقيق لتحقيق ذلك.
