استخدام التحفيز الكهربائي للدماغ قد يساهم في تقليل احتمالات الانتحار لدى مرضى الاكتئاب

تحليل جديد يكشف عن فعالية العلاج بالتخليج الكهربائي في الحد من الانتحار لدى مرضى الاكتئاب الشديد

كشفت مراجعة علمية حديثة عن نتائج قد تُغير المفاهيم التقليدية حول علاج الاكتئاب الشديد، لا سيما فيما يتعلق بدوره في تقليل معدلات الانتحار والوفيات المرتبطة بهذا المرض. إذ أظهرت الدراسات أن هذا النوع من العلاج قد يلعب دوراً محوريًا في تحسين سبل العلاج وتقليل المخاطر المرتبطة بالاكتئاب المقاوم للعلاج.

مراجعة الأدلة العلمية حول العلاج بالتخليج الكهربائي

• الهدف من الدراسة كان تقييم تأثير العلاج على الأفكار والانفعالات الانتحارية لدى مرضى الاكتئاب الشديد.
• شملت الدراسة تحليل 26 بحثاً ذو جودة عالية من أصل 1352 دراسة مرجعية تم فحصها.
• اشترك في التحليل بيانات من أكثر من 17,880 مريضًا خضعوا للعلاج، مقارنةً بمجموعات تلقت علاجاً تقليدياً.

نتائج مراجعة الأدلة

• انخفضت معدلات الانتحار بنسبة 34% بين المرضى الذين تلقوا العلاج بالتخليج الكهربائي، مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج التقليدي.
• وأظهرت النتائج أن معدل الوفيات العام تراجع بنسبة 30% في مجموعة العلاج بالتخليج، وهو ما يعكس آثارًا إيجابية على الصحة العامة.
• بالنظر إلى الوفيات، سجلت مجموعة العلاج بالتخليج 208 حالات انتحار مقابل 988 حالة في المجموعة التقليدية.

فوائد وتطور العلاج بالتخليج الكهربائي

تُعتبر فوائد العلاج بالتخليج الكهربائي أوسع من مجرد تحسين الحالة النفسية، حيث يُحتمل أن يعزز من فرص البقاء على قيد الحياة، رغم أن بعض الخبراء يظنون أن هذا التأثير قد يعود إلى عوامل انتقائية ودراسات محدودة.

وقد تطور هذا العلاج بشكل كبير منذ ظهوره في الثلاثينيات، وأصبح اليوم من أكثر العلاجات فاعلية في حالات الاكتئاب المقاوم، مع توصيات من الهيئات الطبية العالمية بسلامته وفعاليته عند تطبيقه وفق بروتوكولات معتمدة.

القيود والآفاق المستقبلية

• معظم الدراسات كانت ملاحظة وليست تجريبية، مما يحد من قوة الأدلة المستنتجة.
• النتائج المتعلقة بعلاجي التحفيز المغناطيسي وتحفيز العصب المبهم كانت أقل وضوحًا، مع الحاجة لمزيد من الأبحاث لإثبات فعاليتها.
• تحفيز العصب المبهم أظهر مؤشرات على خفض كبير في معدلات الوفاة، ولكن قلة الدراسات تعيق تأكيد ذلك بشكل قاطع.

استشراف المستقبل وتحديات التطبيق

رغم أن نتائج الدراسة تعزز من مكانة العلاج بالتخليج الكهربائي، يبقى التساؤل قائماً حول مدى توفره بشكل عادل وآمن، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة. كما يثير الأمر ضرورة مناقشة الآثار الجانبية المحتملة، مثل فقدان الذاكرة المؤقت أو الارتباك، والتي يمكن أن تظهر بعد جلسات العلاج.

وفي ظل تزايد الانتشار العالمي للاكتئاب، تفاقمت الأزمة الصحية النفسية، خاصة مع تأثيرات جائحة كورونا، مما يجعل من الضروري تكامل هذا العلاج ضمن استراتيجيات الصحة النفسية العالمية، مع احترام الاعتبارات الأخلاقية والطبية في التطبيق.