استخدام التحفيز الكهربائي للدماغ قد يقلل من احتمالية الانتحار لدى مرضى الاكتئاب

دراسة حديثة تكشف عن فاعلية العلاج بالتخليج الكهربائي في تقليل معدلات الانتحار
أجرت مراجعة علمية شاملة ومفصلة أظهرت نتائج قد تفتح آفاقًا جديدة في علاج الاكتئاب الشديد، لا سيما فيما يتعلق بالوقاية من الانتحار والحد من الوفيات. وتبرز النتائج أهمية العلاج بالتخليج الكهربائي كخيار فعّال، خاصةً عند مقاومته للعلاجات التقليدية.
نتائج الدراسة وأهميتها
- تُبرز الدراسة أن العلاج بالتخليج الكهربائي يقلل من خطر الانتحار بنسبة تصل إلى 34% مقارنةً بالعلاجات التقليدية كالدواء.
- تم تحليل بيانات من 11 دراسة شملت أكثر من 17 ألف مريض، حيث بلغ عدد حالات الانتحار في مجموعة العلاج بالتخليج الكهربائي حوالي 208 حالات، مقابل 988 في مجموعة الرعاية التقليدية.
- كما لوحظ انخفاض بنسبة 30% في معدل الوفيات العامة، مما يشير إلى فائدة واسعة تتجاوز نطاق الصحة النفسية.
طرق العلاج العصبية الأخرى وتأثيراتها
- التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة: أظهرت النتائج حتى الآن تأثيرات متواضعة، مع محدودية البيانات بشأن تأثيره على معدلات الانتحار.
- تحفيز العصب المبهم: أظهر انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى 60%، مع ضرورة مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفائدة نظراً لقلة عدد المشاركين.
مميزات وتطور العلاج بالتخليج الكهربائي
يعد العلاج بالتخليج الكهربائي من العلاجات الأكثر فعالية في حالات الاكتئاب المقاوم للأدوية، حيث تطور بشكل كبير منذ بداياته في ثلاثينيات القرن الماضي، ليصبح اليوم إجراءً آمنًا ومعتمدًا عالميًا عند تطبيقه تحت إشراف طبي مختص.
وفي ظل أزمة الصحة النفسية العالمية، الذي يعاني منها أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، تبرز أهمية هذا العلاج كأداة فعالة للحد من مخاطر الانتحار وتحسين نوعية الحياة للمرضى.
القيود والتحديات
- غالبية الدراسات التي أُجريت كانت ملاحظة، مما يقلل من قوة الأدلة مقارنة بالدراسات التجريبية.
- إجراء تجارب سريرية طويلة الأمد قد يكون غير عملي أو أخلاقي، مما يجعل الاعتماد على البيانات الملاحظة ضرورة.
- أما العلاجان الآخران، فالأدلة عن تأثيرهما على معدلات الانتحار لا تزال محدودة ومتفاوتة.
آفاق المستقبل والتحديات
رغم النتائج المبشرة، يظل السؤال قائماً حول كيفية ضمان توفير العلاج بشكل آمن وعادل للجميع، خاصةً في الدول ذات الأنظمة الصحية المحدودة. كما تبقى الآثار الجانبية المحتملة كفقدان الذاكرة أو الارتباك بعد الجلسات، أموراً تحتاج لمزيد من الدراسة والمراقبة.
وفي النهاية، تظل تعديل السياسات الصحية وتوسيع نطاق تطبيق هذا العلاج ضرورة ملحة لمواجهه التحديات النفسية العالمية المتزايدة، خاصةً مع تزايد معدلات الاكتئاب والاضطرابات المرتبطة به.