نجاح زراعة “كلية الخنازير” في الإنسان يقترب أكثر مما نتصور

رسم خرائط تفاعلية للخلايا المناعية مع أنسجة كلى الخنازير وتطبيقاتها في زراعة الأعضاء
تمكن باحثون من تطوير خرائط تفصيلية توضح كيف تتفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، وذلك باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متقدمة. يهدف هذا البحث إلى فهم أعمق لآليات الرفض المناعي الذي يعوق زراعة الأعضاء من الخنازير إلى البشر، وتطوير استراتيجيات لعلاجه.
الدرور العلمي ودوره في تحسين عمليات الزرع
- تحديد علامات مبكرة للرفض: أظهرت الدراسة أن علامات جزيئية تظهر مبكراً بعد الزرع، وتبلغ ذروتها بعد 33 يوماً، مما يوفر نافذة زمنية مهمة للتدخل العلاجي.
- فهم التفاعل المناعي: من خلال تتبع أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية، تمكن الباحثون من رسم خريطة دقيقة خلف التفاعل بين الجهاز المناعي والعضو المزروع.
- تطوير علاجات موجهة: يمكن استهداف خلايا البلعمية الكبيرة والخلايا النخاعية، التي كانت الأكثر انتشاراً، لتعطيل التفاعلات الضارة وتقليل احتمالية الرفض.
تحديات نقص الأعضاء والحلول المقترحة
يعاني العالم من نقص حاد في الأعضاء التي تُستخدم في عمليات الزراعة، ويُعد زراعة أعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً حلاً واعداً لسد هذه الفجوة الكبيرة.
- زيادة الطلب: في الولايات المتحدة، يوجد أكثر من 100 ألف شخص ينتظرون عمليات زرع أعضاء، مع الحاجة الأكبر لزراعة الكلى حيث يحتاجها 86% من هؤلاء.
- التطورات الحالية: شهد عام 2024 زيادة تدريجية في عمليات الزرع، إلا أن العدد لا يزال غير كافٍ لتلبية الحاجة العالمية، مع استمرار ارتفاع حالات الوفيات أثناء انتظار الأعضاء.
- التقدم العلمي: يعتمد البحث على كلى خنازير معدلة وراثياً بعشرة تعديلات جينية، تشمل إضافة جينات بشرية وتعطيل أخرى، بهدف تقليل رفض الأعضاء وتحسين توافقها المناعي.
حالات زراعة ناجحة وتطورات مستقبلية
في عام 2024، أُجريت أول تجربة لزرع كلية خنزير معدلة وراثياً لمريض يعاني من الفشل الكلوي، وأظهرت النتائج أن الكلية حافظت على وظيفتها لأكثر من شهر، مع عدم وجود رفض حاد. كما تم زراعة كلية معدلة أخرى لمريضة أخرى حيث عملت لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض مناعي.
التفاعل المناعي بين الإنسان والأعضاء المزروعة
توفر الدراسة الجديدة أدق تصور لديناميكيات التفاعل المناعي، حيث أظهرت أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً عبر مراحل المتابعة، مما يعزز فهمنا لآليات الرفض ويزرع الأمل في تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية لتثبيطها.
آفاق المستقبل والتحديات المرتقبة
- التوقعات: من خلال استهداف العمليات المناعية مبكراً، يمكن تقليل معدلات الرفض وتحقيق استدامة أكبر للأعضاء المزروعة.
- متطلبات التطوير: يتطلب تطبيق الزراعة الروتينية لأعضاء الخنازير معدلة وراثياً سنوات من التجارب السريرية، مع ضرورة ضمان السلامة والفعالية بالإضافة إلى موافقات تنظيمية صارمة.
- الخطوات القادمة: يتجه الباحثون نحو تحسين التعديلات الوراثية، وتطوير بروتوكولات للكشف المبكر عن رفض الأعضاء، لتحقيق هدف أن تكون زراعة أعضاء الخنازير خياراً علاجياً شائعاً خلال عقد من الزمن.
وبهذه التطورات، تقترب زراعة أعضاء الخنازير من أن تصبح حلاً واقعياً يساهم بشكل كبير في تقليل معاناة المرضى ويغير مستقبل زرع الأعضاء على مستوى العالم.