صحة

نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر مما نتصور

تطورات جديدة في فهم وتطبيق زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً

شهدت الأبحاث الحديثة تقدماً ملحوظاً في رسم خرائط تفاعلات الجهاز المناعي البشري مع أنسجة الكلى المزروعة من خنازير معدلة وراثياً، مما يفتح أبواباً جديدة في مجال زراعة الأعضاء ويقرب الحلول العلمية من التطبيق العملي المستدام.

رسم خرائط التفاعل المناعي بدقة عالية

  • استخدم الباحثون تقنيات تصوير جزيئي مكاني متطورة لتحديد الاستجابة المناعية للبكتيريا والخلايا المناعية البشرية عند الالتقاء مع أنسجة الكلى من الخنازير المعدلة وراثياً.
  • أظهرت النتائج أن خلايا البلعمية (الماكروفاج) والخلايا النخاعية تلعب دوراً محورياً في عمليات الرفض المناعي، مع انتشار واضح لهذه الخلايا عبر الوقت.
  • من خلال تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية، يمكن تطوير استراتيجيات علاجية أكثر دقة وفعالية للحد من رفض الأعضاء.

التحديات في عملية رفض الأعضاء وتطور الحلول

  • يحدث رفض الأعضاء عندما يتعرف الجهاز المناعي على الأنسجة الجديدة كـ”غريبة”، ويقوم بهجوم مناعي لتحطيمها، ويشمل ذلك الآليتين الرئيسيتين:
  • الرفض بواسطة الخلايا التائية: حيث تتعرف الخلايا التائية على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة.
  • الرفض بواسطة الأجسام المضادة: حيث تتكون أجسام مضادة ضد المستضدات، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية للعضو المزروع.

الجهود الحالية والتجارب السريرية

  • بدأت أولى التجارب السريرية للزرع من خنازير معدلة وراثياً في البشر، بواسطة إجراء تعديلات جينية شملت إضافة جينات بشرية وتعطيل أخرى لمنع رفض الأعضاء.
  • في عام 2024، كانت أول عملية ناجحة لزرع كلية من خنزير معدل وراثياً لمريض يبلغ من العمر 62 عاماً، وأظهرت استجابة جيدة مع عدم وجود رفض حاد واضح بعد الشهر الأول.
  • وفي ذات السنة، تلتها حالة امرأة أخرى تلقت كلية خنزير معدلة وراثياً واستمرت الكلية في العمل لمدة 130 يوماً قبل أن تتعرض للرفض وتزال.

آفاق مستقبلية وتحديات

  • هذه الدراسات توفر خارطة دقيقة للتفاعل المناعي وتُتيح تطوير بروتوكولات علاجية تستهدف المراحل الأولية من الرفض.
  • نقص الأعضاء المتاحة عالمياً يظل أزمة صحية انسانية كبيرة، ويعد زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً حلاً واعداً لتلبية الطلب المتزايد على الزرع.
  • سيحتاج تطبيق هذا النهج بشكل روتيني إلى سنوات من التجارب السريرية، وإثبات السلامة، والحصول على الموافقات التنظيمية، بالإضافة إلى تحسين التقنيات الجينية والعلاجية المستخدمة.

الخلاصة

مع استمرار الأبحاث وتطوير التقنيات، فإن إمكانيات زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً تقترب أكثر من أن تصبح خياراً علاجياً عملياً وفعالاً، مما قد يساهم بشكل كبير في حل أزمة نقص الأعضاء وتحسين حياة ملايين المرضى حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى