تقييم خيارات إيران النووية في ظل الضربات الأميركية

تطورات البرنامج النووي الإيراني وتداعيات الضربات الأمريكية والإسرائيلية
في ظل المناقشات المستمرة حول ما إذا كانت الضربات الأمريكية قد أوقفت بشكل نهائي برنامج إيران النووي أم أنها أخّرت تقدمه لبضعة أشهر فقط، تتصاعد أهمية الحسابات السياسية لطهران في تحديد مسارات تطورها النووي. فالمدة الزمنية التي يستغرقها صنع سلاح نووي تلعب دوراً رئيسياً في تقييم مدى قرب إيران من تحقيق هدفها النووي، حيث إن أي تأخير يزيد من احتمالات رصدها أو استهدافها مجدداً.
الاعتبارات السياسية والجدول الزمني
ذكر تقرير صحفي أن الاعتبارات السياسية تتقدم على الجوانب التقنية في قرار إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي. كل تأخير في البرنامج يضيف تعقيدات على حساباتها، إذ تراهن على إمكانية إنجاز السلاح وفرض سياسة ردع قبل أن تتدخل القوى الدولية من خلال عمل عسكري أو ضغوط اقتصادية ودبلوماسية.
وذكر مسؤول سابق في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن بداية محاولة إيران لامتلاك سلاح نووي بعد سنة أو أكثر قد يوفر وقتاً كافياً للرد، وهو أمر مهم في تحديد التوازنات الإقليمية والدولية.
الاتفاق النووي وتطوره بعد الانسحاب الأمريكي
وقع الاتفاق النووي عام 2015 بهدف تقليل مخاطر تلويح إيران بامتلاك سلاح نووي، وذلك من خلال فرض قيود على برنامجها النووي وإبقائها على بُعد عام واحد من القدرة على تصنيع مواد انشطارية كافية للسلاح. إلا أن انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق وأعمال التصعيد وإعادة فرض العقوبات أدت إلى ارتفاع المخزون النووي الإيراني بشكل ملحوظ، حيث أصبحت تنتج حالياً مواد تكفي لصنع قنابل نووية شهرياً.
خيارات إيران النووية المحتملة
- إعادة بناء برنامج سري: العمل على تسريع إنتاج القنبلة عبر مخططات سرية ومواقع غير معلنة.
- المسار الدبلوماسي: توقف تدريجي عن التخصيب وتفاوض على اتفاق جديد يحد من قدرتها النووية، والذي تروج له بعض الإدارات الدولية.
- المزيج بينهما: استمرار الدبلوماسية مع مواصلة التقدم سرا في البرنامج النووي عبر مواقع يصعب مراقبتها، مما يعقد مهمة المفتشين الدوليين.
تداعيات الهجمات وتعزيز القدرات النووية
تروج بعض التصريحات إلى أن الهجمات الأخيرة على منشآت نووية في إيران قد ألزمت النظام بالتفكير في بناء مواقع سرية جديدة لتنويع قدراته النووية، إذ يمكن أن يكون قد تم نقل مخزون من المواد أو تجهيزات مهمة قبل الضربات. كما أن وجود أجهزة طرد مركزي ومواد قابلة للاستخدام لا يزال قائماً، والقدرات التكنولوجية الإيرانية تسمح لها بالعودة إلى التخصيب بسرعة خلال أشهر قليلة.
رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكد أن إيران تمتلك القدرة على استئناف التخصيب بسرعة، وأنه لا يمكن استبعاد احتمال وجود مخزون سري وتهرب من الرقابة الدولية.
الخيارات النووية وإمكانياتها المستقبلية
- محاولة إعادة بناء البرنامج النووي السري وتسريع إنتاج القنبلة.
- اللجوء إلى الخيارات الدبلوماسية لوقف التخصيب وتقييد القدرة على تطوير السلاح.
- الجمع بين النهجين، من خلال تطوير البرنامج سراً مع إجراء مفاوضات تهدف إلى تقليل المخاطر.
مخاطر التقدم السري وتحديات الرقابة الدولية
بالرغم من الضربات وتفكيك بعض المواقع، فإن إيران عملت على اكتساب المعرفة الفنية والتكنولوجية اللازمة، مع وجود مخزون كبير من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن تحويله خلال أيام إلى مادة قابلة لصنع أسلحة نووية. كما أن عمليات الاختبار والمكونات التي احتفظت بها تُبقي احتمالات التقدم غواصة في مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
القيود المفروضة على مفتشي الوكالة الدولية وأعمال التفتيش المحدودة أضعفت القدرة على مراقبة البرنامج بشكل فعال، مما يزيد من احتمال وجود مواقع وأجهزة سرية غير مراقبة.
الختام: عوامل زمنية وتقنية تتداخل مع السياسة
تُظهر تحليلات خبراء ومسؤولين أن زمن استكمال السلاح النووي يعتمد بشكل حاسم على الخيارات التي تتخذها إيران بعد الضربات، سواء بالتمهل أو التسرع، وعلى مدى قدرتها على إخفاء وتطوير برنامجها بشكل سري في ظل الضغوط الدولية المستمرة.