صحة

استخدام العلاج الكهربائي للدماغ قد يقلل من خطر الانتحار لدى مرضى الاكتئاب

دراسة حديثة تكشف فوائد علاج التخليج الكهربائي في تقليل الانتحار والوفيات المرتبطة بالاكتئاب الشديد

أظهرت مراجعة علمية شاملة نتائج قد تغير المفهوم السائد حول فاعلية العلاج بالتخليج الكهربائي (الصدمات الكربائية) للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد. فقد بينت الدراسة أن هذا العلاج يقلل بشكل ملحوظ من خطر الانتحار والوفيات، ويُعد أداة فعالة في معالجة حالات الاكتئاب المقاوم للعلاجات التقليدية.

ملخص النتائج الرئيسية

  • ثبت أن العلاج بالتخليج الكهربائي يقلل من خطر الانتحار بنسبة 34% مقارنةً بالعلاجات التقليدية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • سجلت البيانات انخفاضاً في حالات الوفاة العامة بنسبة تصل إلى 30% لدى المرضى الذين تلقوا العلاج بالتخليج.
  • تم تحليل نتائج 26 دراسة ذات جودة عالية شملت أكثر من 17,800 مريضاً تلقوا العلاج، مقابل أكثر من 25,000 مريض تلقوا علاجاً تقليدياً.

آلية العلاج وتأثيره على المرضى

يستخدم علاج التخليج الكهربائي تمرير تيارات كهربائية قصيرة ومنضبطة عبر الدماغ لتحفيز نوبة صرعية مؤقتة، مما يؤدي إلى تغييرات كيميائية تساعد على تحسين الحالة المزاجية. يُجرى العلاج عادة تحت التخدير العام وتحت إشراف طبي متخصص، خاصة في الحالات التي لم تستجب للعلاج الدوائي أو النفسي.

مقارنة مع طرق التحفيز العصبي الأخرى

  • التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة: نتائج محدودة ولم تُظهر تأثيراً واضحاً على معدلات الانتحار حتى الآن.
  • تحفيز العصب المبهم: أظهر انخفاضاً كبيراً في معدل الوفاة بنسبة 60%، ولكن البيانات قليلة لإثبات نتائج قوية.

تطور العلاج وتأثيره المستقبلي

شهد علاج التخليج الكهربائي تطوراً على مر العقود، وأصبح أكثر أماناً وفعالية، خاصة مع التحسينات التقنية الحديثة. ويؤكد خبراء الصحة أن هذا العلاج آمن وموثوق عند استخدامه وفق البروتوكولات المعتمدة، خاصة في ظل الزيادة المقلقة في معدلات الاكتئاب والانتحار حول العالم، والتي تزايدت جراء جائحة كورونا والضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

القيود والآفاق المستقبلية

  • معظم الدراسات كانت ملاحظية، مما يحد من قوة الأدلة، والتجارب السريرية طويلة الأمد غير ممكنة أخلاقياً في حالات الاكتئاب الشديد.
  • النتائج المتعلقة بأساليب التحفيز الأخرى غير مؤكدة حتى الآن، وتحتاج لمزيد من البحث.

باختصار، مع أن نتائج الدراسة تبشر ببداية حقبة جديدة من الفعالية العلاجية لعلاج الاكتئاب الشديد، إلا أن هناك حاجة لمزيد من البحث لضمان الاستخدام العادل والآمن لهذا العلاج، وتوفير خدماته بشكل أوسع في جميع البلدان، لاسيما تلك التي تعاني من نقص في خدمات الصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى