اخبار سياسية

ما أسباب تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة تحت شعار “إنقاذ البلاد”؟

تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة وتحليلاته التاريخية والحالية

تشهد الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة تصعيداً مقلقاً في أعمال العنف السياسي، مع تبادل الاتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول المسؤولية وتفسير الأسباب، في ظل تزايد الأعمال الانتقامية والتوترات التي تؤدي إلى زعزعة استقرار المشهد السياسي الأمريكي.

حوادث العنف الأخيرة وتأثيرها على المجتمع الأمريكي

  • في 27 يونيو، شهدت ولاية مينيسوتا حادثة ذات طابع سياسي أسفرت عن مقتل النائبة السابقة ميليسا هورتمان وزوجها، في أعمال وصفت بأنها نتيجة استهداف مسؤولين على خلفية مواقفهم السياسية.
  • تم إحضار المتهم فانس بولتر للمحكمة، مع توجيه تهم بمحاولة اغتيال سياسيين آخرين وانتحال صفة شرطي، مع وجود قائمة بأسماء مؤيدين للإجهاض.
  • تأتي هذه الأحداث بعد سلسلة حوادث عنف سياسية شهدتها البلاد خلال الشهرين السابقين، من بينها هجمات على أماكن سياسية وسفارات، وأعمال تخريب وحرائق، تعكس تصاعد التوترات وخطورة الوضع.

المعدلات والخطر الممتد للعنف السياسي

  • رصدت وكالة الأنباء وقوع 300 حادث عنف سياسي منذ هجوم الكابيتول في يناير 2021 حتى أكتوبر 2024، من بينها 51 حادثة خلال العام الانتخابي الماضي، وهو أعلى رقم منذ سبعينيات القرن الماضي.
  • شهدت محاولة اغتيال للرئيس السابق دونالد ترمب في 2022، واحتجاجات عنيفة واعتداءات على قادة سياسيين، مع تصاعد العمليات العدائية في السنوات الأخيرة.
  • تُؤكد الخبرات التاريخية أن فترات العنف السياسي في أميركا تتكرر، خاصة في فترات الأزمات الاجتماعية والتحولات الديموغرافية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

العنف السياسي في التاريخ الأميركي وأسبابه الجذرية

  • شهدت الستينيات من القرن الماضي أوسع حركات احتجاجية وأعمال عنف، نتيجة للتوترات العرقية والفقر وسوء معاملة الشرطة، مما أدى إلى أعمال شغب وإضرابات واسعة.
  • في القرن الثامن عشر، كانت هناك أعمال عنف ضد الضرائب البريطانية، مثل حادثة حفل شاي بوسطن، التي اعتبرت بداية المقاومة المسلحة ضد الاستعمار.
  • الاحتجاجات ضد التوسع وإخفاء السكان الأصليين، وتعدّ ثورات العبيد مثل تمرد نات تورنر، من أبرز نماذج العنف المرتبط بقضايا العرق والعبودية في التاريخ الأميركي.

الأسباب الحديثة لزيادة العنف السياسي

  • التغير الديموغرافي الذي يقلص نسبة السكان البيض، والتحول الاقتصادي الذي يخلق توترات اجتماعية، يُعدّان من العوامل الأساسية التي ترفع من مستوى العنف والتوتر في المجتمع.
  • زيادة مظاهر الكراهية ونظريات المؤامرة، خاصة تلك التي تتعلق بـ”خطة الاستبدال”، تساهم في تفاقم الأوضاع وتحفيز الأعمال العدائية ضد الأقليات أو المعارضين السياسيين.
  • تأثير وسائل الإعلام، خاصة اليمينية، التي تصور أن هناك مؤامرة لقلب النظام، يُشجع بعض الأفراد على اللجوء إلى العنف كوسيلة للدفاع أو الانتقام.

التوقعات والاستنتاجات حول المستقبل

  • تشير استطلاعات الرأي إلى ارتفاع معدل قبول العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، خاصة بين فئات من المؤيدين من كلا الطرفين، مع تزايد المخاطر على حياة المسؤولين والقادة.
  • أدى دعم بعض القيادات السياسية للعنف أو التغاضي عنه إلى تراجع الثقة في النظام الديمقراطي، وازدياد التصريحات العنيفة التي تضر بالمناعة الوطنية.
  • يؤكد خبراء السياسة أن الاستقطاب الحاد والتعبئة الإعلامية يساهمان في تهيئة الظروف لظهور أجيال جديدة من العنف السياسي، مما يتطلب جهوداً تنظيمية وتوعوية لمواجهة هذا الوضع الخطير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى