اخبار سياسية

الأسباب وراء تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة تحت شعار “إنقاذ البلاد”

تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة: أسباب وتداعيات

تُعاني الولايات المتحدة من تصعيد ملحوظ في العنف السياسي، حيث تتقاطع أسباب هذا التصعيد مع التحولات الاجتماعية والدينية والاقتصادية، ويظهر ذلك من خلال سلسلة حوادث استهدفت مسؤولين وسياسيين، وأعمال عنف متكررة تبين حجم التوترات الحالية في المجتمع الأمريكي.

حوادث عنف في سياق سياسي واحتجاجات مستمرة

  • شهدت ولاية مينسوتا في 27 يونيو حادثة استهداف سياسي أدت إلى مقتل النائبة الديمقراطية السابقة ميليسا هورتمان وزوجها، بعد هجوم وُصف بدوافع سياسية.
  • تم إحباط محاولتي اغتيال للزعيم السابق دونالد ترمب، إحداهما خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا والأخرى في نادي للجولف بفلوريدا.
  • سلسلة من الهجمات على مقرات وأحداث سياسية، منها محاولة اقتحام منزل الرئيس السابق، والهجمات على مكاتب ومساجد وأماكن على صلة بالسياسة والأمن.

معدلات التصعيد وخطيرة

  • رصدت وكالات دولية أكثر من 300 حادثة عنف سياسي منذ هجوم الكابيتول في 6 يناير 2021، مع تصاعد ملحوظ خلال فترة الانتخابات الرئاسية السابقة.
  • شهد العام الانتخابي الماضي حالات محاولة اغتيال واعتداءات متكررة على مسؤولين، أدت إلى إصابات ووفيات، أبرزها محاولة استهداف أعضاء الكونجرس وموظفي السفارات.
  • تُشير تحليلات الخبراء إلى أن هذه الأحداث تشكل تصاعداً غير مسبوق منذ الستينيات، وتُعكس حالة من الاستقطاب العميق في المجتمع الأمريكي.

تاريخ العنف السياسي في أمريكا

  • الستينيات من القرن الماضي شهدت اضطرابات واحتجاجات عنيفة، خصوصاً أثناء حركة الحقوق المدنية وأحداث الشغب في مدن كديترويت ولوس أنجلوس وغيرها.
  • امتدت مظاهر العنف إلى تمردات للمستعبدين، مثل تمرد نات تورنر في 1831، الذي قاد إلى عمليات إعدام واسعة بحق الأمريكيين من أصل أفريقي، وترك أثراً وجودياً على الوعي التاريخي بالاضطهاد والعنف.

الأسباب الكامنة وراء تصاعد العنف

  • التغير الديموغرافي: تحوُّل المجتمع من أغلبية بيضاء إلى أقلية بيضاء، وتغيرات في النسب السكانية، مع هجرة وتطورات سكانية تنذر بتوترات اجتماعية.
  • التحول الاقتصادي: تركز الثروة فيما يُعرف بـ20% من السكان، والتراجع الاقتصادي للبقية، مما يعزز الشعور بالظلم والخطر على مستقبلهم.
  • الخطاب السياسي والانقسام: تصاعد الشعور بعدم الثقة واتهامات متبادلة بين الأطراف، واستثمار الأحزاب والوسائل الإعلامية في إثارة الخلافات.

التأثيرات على المجتمع والسياسة

  • أبراز توجهات تؤيد العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، حيث أظهر استطلاع عام 2021 أن ثلث المشاركين يرى أن العنف مبرر أحياناً.
  • تصاعد التهديدات والاعتداءات على مسؤولين، وخاصة القضاة، وتهديدات عبر الإنترنت وخارجها ضد أعضاء المؤسسات الديمقراطية.
  • ازدياد التأييد للعنف بين بعض الفئات، خاصة بعد ادعاءات بالتزوير في الانتخابات الأخيرة، ما يهدد استقرار النظام الديمقراطي.

دور الإعلام والتوتر الحزبي

  • إعلام اليمين، خاصة وسائل مثل القنوات المحافظة، يلعب دوراً في تهييج المشاعر وتحويل بعض الأفراد إلى العنف، من خلال تصوير الخصوم كأعداء وخطر وشيك.
  • توجيه الحملات الإعلامية يساهم في إثارة الغضب، وخلق بيئة مناسبة لمزيد من التوتر السياسي والعنف.

مواقف الأحزاب وتقارير الدراسات

  • تميل التقديرات إلى أن العنف السياسي أصبح أكثر ارتباطاً باليمين المحافظ، مع وجود تزايد في حوادث العنف الموجه ضد خصومهم من اليسار أو المؤسسات الديمقراطية.
  • وفي المقابل، ترى أطراف أخرى أن العنف يأتي من جهة واحدة، غالباً من الديمقراطيين، بدعوى أن بعض تصريحات وشخصيات الحزب الديمقراطي تساهم في توجيه رسائل دعوة للعنف.
  • تناقش الدراسات ارتفاع التهديدات والاعتداءات، مع تصاعد حالات التهديد على المسؤولين والقضاة، وحوادث الاعتداءات الجماعية والقتل السياسي.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

تشير المعطيات الحالية إلى أن العنف السياسي في الولايات المتحدة أصبح يهدد الاستقرار الديمقراطي، ويتطلب جهوداً مشتركة من الجهات المختلفة للحد من تنامي الصراعات وتخفيف التوترات، والعمل على بناء حوار وطني يركز على تقليل الانقسامات وتعزيز الوحدة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى