اخبار سياسية

ما سبب تزايد العنف السياسي في الولايات المتحدة تحت شعار “إنقاذ البلاد”؟

تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة: تحليل السياق والتحديات

تعيش الولايات المتحدة حالة متصاعدة من العنف السياسي، حيث تتبادل الأطراف السياسية اتهامات متبادلة بخصوص المسؤولية عن تصاعد حوادث العنف وتفسير أنواع العنف بين من يراه وسيلة مشروعة أو انتقامية، ومن يعتقد أنه تهديد للأمن الوطني. ويأتي ذلك ضمن سياق حوادث متتالية تؤكد خطورة الظاهرة على الاستقرار الداخلي.

أبرز الحوادث والتطورات الأخيرة

  • في 27 يونيو، شهدت ولاية مينيسوتا حالة من الحزن العام بعد حادثة استهدفت مسؤولين منتخبين، حيث تم استهداف النائبة الديمقراطية السابقة ميليسا هورتمان وزوجها في هجوم ذو دلالة سياسية.
  • تم تقديم محاكمة المتهم فانس بولتر، الذي وُجهت إليه اتهامات بمحاولة اغتيال سياسيين آخرين، إضافة إلى انتحال صفة شرطي والتنكر بزي الشرطة، وحوزته قائمة بأسماء مسؤولين مؤيدين للإجهاض.
  • وفي يونيو، شهدت الولايات المتحدة سلسلة من حوادث العنف بما في ذلك مصرع موظفي سفارة إسرائيل، وإلقاء قنابل حارقة، وحرائق استهدفت مقرات ومسؤولين، مما يسلط الضوء على تصاعد العنف السياسي والجدل حول دوافعه.

معدلات العنف وتحليلها التاريخي

  • منذ هجوم الكابيتول في يناير 2021 وحتى أواخر 2024، رصدت هيئة رصد نحو 300 حادثة عنف سياسي، وهي الأكبر منذ سبعينيات القرن الماضي.
  • شهد يوليو 2022 محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب، تلتها محاولات أخرى في 2024، بينما تتواصل محاولات اغتيال مسؤولين آخرين، مما يبرز خطورة التهديدات المستمرة.
  • شهدت الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية تصاعدًا في العنف المرتبط بمظاهرات احتجاجية وأحداث عنف فردية، مع تسجيل أكثر من 200 ألف شخص شاركوا في أعمال شغب وتحويل نسبة صغيرة منها إلى عنف حقيقي.

السياق التاريخي للعنف السياسي في أميركا

  • تميزت فترات الستينيات من القرن الماضي بأعمال عنف واسعة النطاق خلال حركات الحقوق المدنية، وأعمال شغب في مدن كديترويت ولوس أنجلوس، كرد فعل على التوترات العرقية والفقر وسوء معاملة الشرطة.
  • كما شهدت أُسُس العنف في التاريخ الأميركي أحداثًا من نوع التمرد على الضرائب، وأعمال عنف ضد السكان الأصليين، وأعمال عنف ضد العبيد وتمرد نات تورنر، الذي خلف مئات القتلى من البيض والأفارقة الأمريكيين.

الأسباب الكامنة وراء تصاعد العنف

  • التغير الديموغرافي: تحول المجتمع الأميركي من أغلبية بيضاء إلى ديمقراطية ذات تنوع عرقي، مع تناقص نسبة البيض من 76% إلى نحو 58%، ومن المتوقع أن تنخفض إلى أقل من 50% في السنوات القادمة.
  • التحول الاقتصادي: تراكم الثروة لدي 20% من السكان، مقابل تراجع وضعية 80% الآخر، مما زاد من حدة الصراعات الاجتماعية والاقتصادية.
  • الخطاب السياسي والتأثير الإعلامي: أدت لغة التحريض والخطابات العنيفة إلى تشجيع بعض الأفراد على تبني مواقف عدائية أو عنيفة، خاصة مع تزايد التضليل الإعلامي وانتشار النظريات المؤامرة.

التوجهات الحالية وخطرها على المجتمع

  • تشير الاستطلاعات إلى تزايد نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن العنف وسيلة مقبولة لتحقيق الأهداف السياسية، مع تباين بين الحزبين، حيث تبدي جماعات من الجمهوريين تأييدًا أكبر لاستخدام العنف.
  • يُظهر مؤشر التهديدات أن تهديدات العنف ضد أعضاء الكونجرس والقضاة الفيدراليين ارتفعت بشكل كبير، مع وجود أدلة على أن معظم جرائم القتل السياسية تتم على يد متطرفين يمينيين.
  • تسود النظرة أن معظم العنف السياسي مرتبط باليمين المحافظ، مع إدانة ضعيفة من بعض التيارات اليمينية للأعمال العنيفة، مع استمرار دعم خطاب التحريض ضد اليسار أو المعارضين.

دور وسائل الإعلام والخطاب السياسي في تفشي العنف

  • يلعب الإعلام، خاصة بعض القنوات والصحف ذات التوجه الليبرالي، دورًا في إدامة الانقسامات، ويعمل الخطاب السياسي المتطرف على تهيئة البيئة الملائمة للعنف.
  • من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن تزايد التهديدات والتصريحات التحريضية من قبل بعض القادة، خاصة فيما يخص التمسك بالسلطة، أدى إلى زيادة التوتر وتصعيد العنف.

تأثيرات العنف السياسي على الديمقراطية الأمريكية

  • زاد التأييد لاستخدام القوة في التظاهرات والإجراءات السياسية، وأصبح بعض المجتمع يرى أن المقاومة المسلحة ضرورة لحماية الديمقراطية.
  • وفي سياق التوترات، يتم اتهام وسائل الإعلام والعديد من الشخصيات السياسية بتحريض المجتمع أو وصف الخصوم كأعداء، مما يعمق الانقسام ويهدد استقرار النظام الديمقراطي.
  • سياسيون من كلا الطرفين يحذرون من خطورة استمرار هذه الظاهرة، ويدعون إلى التكاتف وإعادة بناء الثقة في المؤسسات الديمقراطية للحفاظ على وحدة الوطن وسلامته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى