اخبار سياسية
صراع إيران وإسرائيل.. غموض اليورانيوم يثير قلق الدول الغربية بعد تدمير المنشآت النووية

تداعيات الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية وتحديات التحقق الدولية
شهدت الساحة الدولية تطورات بارزة بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت بعض المنشآت النووية في إيران، مما أثار تساؤلات حول الأضرار الواقعية وطرق التحقق من المخزون النووي الإيراني، خاصة أن عمليات التدمير أثرت بشكل كبير على قدرات التخصيب والإنتاج النووي في البلاد.
تأثير الهجمات على المواقع النووية الإيرانية
صعوبة تقييم الأضرار
- بعد الهجمات على منشأتي فوردو ونطنز وأصفهان، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الصورة لا تزال غير واضحة بشأن مدى الضرر الذي لحق بمرافق التخصيب، خاصة أن بعض المنشآت تقع في مناطق طبيعية جبلية عميقة.
- المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، أشار إلى احتمال تضرر أجهزة الطرد المركزي الحساسة في فوردو بشكل كبير، لكنه لم يتمكن من تحديد حجم الضرر بدقة حتى الآن.
تسرب وتخزين اليورانيوم المخصب
- تظهر المؤشرات أن إيران ربما نقلت جزءاً من مخزون اليورانيوم المخصب قبل الهجمات، الأمر الذي يزيد من صعوبة تحديد حجم المادة التي تم تدميرها ويُعقد عمليات التحقق الدولية.
- هناك اعتقاد بأن أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بدرجة قرب من النقاء المطلوب لصنع الأسلحة قد يكون قد تعرض للتدمير، لكن مصيره غير مؤكد تماماً.
تحديات التحقق من المخزون النووي
القيود التي تفرضها الأدوات والظروف الحالية
- بالنظر إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتش المرافق المعلنة، إلا أن تدمير المنشآت السرية والغير معلنة يمثل تحدياً كبيراً، خاصة أن مخزون اليورانيوم يمكن أن يكون مخبأً في مواقع غير مرصودة.
- تُعَتَبر عملية استعادة المواد المتضررة أو المتناثرة مهمة معقدة، وتستلزم عمليات بحث جنائية وأخذ عينات بيئية، الأمر الذي يتطلب وقتاً طويلاً.
الخطر المحتمل وخيارات النقل
- إيران أبلغت بعض المسؤولين بأنها قد تتخذ إجراءات لحماية معداتها وموادها النووية، وربما قامت بنقل أجزاء من اليورانيوم المخصب قبل الهجمات، وهو ما شكل صعوبة أكبر للتحقيقات الدولية.
- بعض التقارير تُشير إلى أن مركبات وشاحنات ظهرت قبل القصف، مما يوحي بنقل اليورانيوم إلى مواقع أخرى، رغم أن بعض المسؤولين الأميركيين أكدوا عدم وجود مؤشرات واضحة على ذلك حتى الآن.
المخاطر المستقبلية والاحتمالات
مطاردة الأشباح والمخاطر المستمرة
- كما حدث مع العراق عام 2003، فإن التحقق من وجود مخزونات أسلحة دمار شامل أو مواد نووية مخفية يظل تحدياً كبيراً، خاصة مع قيود الوصول إلى المواقع غير المعلنة واحتمال إخفاء المواد أو تدميرها.
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن هناك العديد من أجهزة الطرد المركزي المخزنة في أماكن غير معلنة، وهو ما يُصعب تتبع المواد ذات النقاء العالي التي يمكن أن تُستخدم في تصنيع الأسلحة.
الجهود الدولية ومستقبل البرنامج النووي الإيراني
- في ظل التصعيد، تبرز أهمية التعاون مع إيران لضمان الشفافية، مع العمل على تعزيز عمليات التفتيش والمراقبة الدولية التي تواجه حالياً قيوداً بسبب التطورات الأخيرة.
- في الوقت الذي تنفي فيه طهران امتلاكها برنامجاً نووياً عسكرياً، تبقى المخاطر قائمة، خاصةً أن جزءاً من اليورانيوم المخصب قد يكون في طريقه أو مخبئاً، مما يتطلب مراقبة دقيقة وجهود استقصائية طويلة الأمد.
ختاماً، تبقى التحديات التي تواجه عمليات التحقق من النووية الإيرانية معقدة، وتتطلب تعاوناً دولياً فعالاً لضمان عدم استخدام المواد النووية لأغراض عسكرية، مع استمرار التوترات في المنطقة واحتمالية استغلال الظروف لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية من قبل الجهات المعنية.