صحة

نجاح قريب: زراعة كلى الخنازير في البشر تقترب أكثر من أي وقت مضى

رسم خرائط تفاعلات الخلايا المناعية مع أنسجة الكلى للخنازير وتطوير تقنيات لزراعة الأعضاء

نجح باحثون في تحديد طرق دقيقة لفهم كيفية تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة الكلى المزروعة من الخنازير، وذلك باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني متطورة. ويهدف هذا البحث إلى التغلب على التحدي الأكبر في زرع الأعضاء البشرية، وهو رفض الجهاز المناعي للعضو المزروع، من خلال التعرف المبكر على علامات الرفض وإيجاد فرص للتدخل العلاجي الفعال.

تحديد استجابات الجهاز المناعي في عمليات الزرع

  • استخدام خوارزميات معلوماتية حيوية لتمييز خلايا المناعة البشرية عن خلايا الخنزير البنيوية، مما سمح برسم خريطة دقيقة لتسلل الجهاز المناعي إلى العضو المزروع.
  • كشف أن الخلايا البلعمية الكبيرة (الماكروفاج) والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً خلال جميع مراحل الرفض، مما يعزز دورها الأساسي في عمليات التفاعل المناعي.

آليات الرفض المناعي

  • الرفض بوساطة الخلايا التائية: حيث تتعرف الخلايا اللمفاوية التائية على المستضدات الغريبة على العضو وتتدخل لتدميره.
  • الرفض بوساطة الأجسام المضادة: حيث تتكون أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع وتلتصق ببطانة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تلف العضو وتدميره.

تطور تجارب زرع الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً

  • حصلت أول عملية زرع كلية خنزير معدلة وراثياً في مستشفى ماساتشوستس في مارس 2024، وأظهرت الكلية وظائف جيدة لمدة شهرين قبل أن يتوفى المريض، مؤكدين على إمكانية استمرار وظيفتها.
  • وفي نوفمبر من العام نفسه، تمت زراعة كلية خنزير معدلة وراثياً لمريضة أخرى، واستمرت لمدة 130 يوماً قبل أن يُزال الكلية بسبب رفض حاد.

التفاعل المناعي وتأثيراته على زراعة الأعضاء

  • توفر الدراسة خريطة مفصلة للتفاعل المناعي من خلال تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا، مما يسهم في تطوير علاجات أكثر دقة للحد من الرفض.
  • تبين أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية تلعب دوراً رئيسياً في عمليات رفض الأعضاء المزروعة.
  • تُظهر نتائج تدخلات علاجية موجهة انخفاضاً ملحوظاً في مؤشرات الرفض، مما يعزز إمكانية تعطيل التفاعل المناعي الضار في مراحله المبكرة.

الفجوة العالمية في توافر الأعضاء والحلول المحتملة

  • لا تزال هناك فجوة كبيرة بين حاجة المرضى للأعضاء المتاحة وكمية الأعضاء المزروعة فعلياً، حيث ينتظر مئات الآلاف عمليات زرع في الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى.
  • في الولايات المتحدة فقط، ينتظر أكثر من 100 ألف شخص عملية زرع، ومعظمهم يحتاج إلى كلية جديدة، بينما لا يغطي العدد المتاح من الأعضاء جميع الاحتياجات.
  • تشير التقديرات إلى أن نسبة قليلة فقط من العمليات المطلوبة يتم تنفيذها، مع وجود الكثير من الوفيات بين المرضى أثناء انتظارهم.

آفاق تحسين العلاجات المناعية وتطوير الزراعة البشرية من الخنازير

تمثل دراسة التفاعل المناعي خطوة مهمة نحو تجاوز عقبة رفض الأعضاء، حيث يمكن استخدام نتائجها لتصميم تدخلات مخصصة تمنع الرفض قبل أن يتفاقم، مما يمهد الطريق لجعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً علاجياً أكثر أماناً وفعالية. ومع تقدم الأبحاث، يتوقع أن يتحسن التعديل الوراثي للخنازير ويُطوّر بروتوكول الكشف المبكر عن الرفض، مما يقربنا من جعل هذه التقنية خياراً روتينياً في ميدان زراعة الأعضاء المصدر المحتمل لعلاج الملايين حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى