نجاح زراعة كلَى الخنازير في البشر يقترب أكثر من تصورنا

جمعية الأبحاث تتقدم في فهم الاستجابة المناعية لزراعة أعضاء من الخنازير
تمكن فريق من الباحثين من رسم خريطة تفصيلية لآليات تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة الكلى من الخنازير المعدلة وراثياً. استخدم الباحثون تقنيات تصوير جزيئي متقدمة لإظهار الطريقة التي يتعرف بها الجهاز المناعي على الأعضاء المزروعة ويستجيب لها، مما يفتح أبواباً جديدة لتحسين فرص نجاح عمليات زراعة الأعضاء من مصادر حيوانية في المستقبل.
التفاعل المناعي وكيفية الكشف المبكر عن الرفض
- استخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني سمحت بتحديد الاستجابات المناعية بشكل دقيق.
- تحديد علامات جزيئية مبكرة، خاصة التي تتعلق بالأجسام المضادة، والتي تظهر بعد عشرة أيام من الزرع، وتبلغ ذروتها بعد حوالي 33 يوماً.
- توفير نافذة زمنية حساسة يمكن خلالها التدخل العلاجي لمنع رفض الأعضاء وتحسين فرص بقائها في الجسم المستقبل.
آليات الرفض المناعي للعضو المزروع
يمكن تلخيص عملية رفض الأعضاء المزروعة في آليتين رئيسيتين:
- الرفض بواسطة الخلايا التائية: حيث تتعرف الخلايا الليمفاوية على المستضدات الغريبة وتتسبب في تلف الأنسجة.
- الرفض بواسطة الأجسام المضادة: حيث تتكون أجسام مضادة ضد مستضدات المتبرع، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية للعضو المزروع.
التقدم في زراعة أعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً
شهد عام 2024 العديد من النجاحات، أبرزها زراعة أول كلية خنزير معدلة وراثياً في إنسان في مستشفى ماساتشوستس، حيث أظهرت الكلية أداءً جيداً لمدة شهر تقريباً، على الرغم من وفاة المريض لاحقاً. كما زُرعت كلية أخرى لمتلقية من ألاباما ونجحت لمدة 130 يوماً قبل أن يتم إزالتها بسبب رفض حاد.
الهياكل الجينية المعدلة وتقليل خطر الرفض
- تم تعديل الكلى من خلال إدخال جينات بشرية وإيقاف جينات أخرى من الخنزير، بهدف زيادة التوافق وتقليل احتمالية الرفض.
- هذه التعديلات تعكس هدف تحسين توافق الأعضاء مع الجهاز المناعي البشري بشكل كبير.
تحديات نقص الأعضاء وسد الفجوة
- يوجد أكثر من 100,000 شخص في الولايات المتحدة في قوائم الانتظار لزراعة الأعضاء، مع نسبة عالية من مرضى الكلى.
- رغم زيادة عمليات الزرع بنسبة 3.3% في عام 2024، إلا أن التحدي لا يزال قائماً، مع وفاة العديد من المرضى أثناء انتظار الأعضاء.
- على مستوى العالم، تم إجراء حوالي 172 ألف زرعة عام 2023، لكنها لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الفعلية.
آفاق المستقبل والتوقعات
تعد الدراسات الحالية خطوة مهمة نحو تجاوز عقبة الرفض المناعي، وتعزيز زراعة الأعضاء من الخنازير كخيار طويل الأمد. تعتمد المرحلة القادمة على تحسين التعديلات الوراثية وتقنيات العلاج المناعي، مع ضرورة إثبات السلامة والفعالية من خلال تجارب سريرية واسعة. يتوقع الباحثون أن يقرب هذا التقدم زراعة أعضاء الخنازير من أن تكون خياراً متاحاً بشكل روتيني خلال العقد المقبل، مما يُحدث ثورة في مجال زراعة الأعضاء ويخفف معاناة آلاف المرضى حول العالم.