صحة

نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر من توقعاتنا

تقدم جديد في فهم التفاعل المناعي مع الأعضاء المزروعة من الخنازير

تمكن فريق من الباحثين من رسم خريطة تفصيلية لكيفية تفاعل خلايا الجهاز المناعي البشرية مع أنسجة كلى الخنازير المزروعة، وذلك باستخدام تقنيات تصوير جزيئية مكاني متطورة. ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو التغلب على التحدي الأكبر في زراعة الأعضاء من المصادر الحيونية، وهو رفض الجسم المناعي للعضو المزروع.

رسم خريطة التفاعل المناعي والتوقعات المستقبلية

  • يعتمد البحث على تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية، مما يُتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية للحد من الرفض.
  • استخدم الباحثون خوارزميات معلوماتية حيوية لتمييز خلايا المناعة البشرية عن خلايا الأنسجة من الخنزير، ورسم خريطة دقيقة لتسلل الجهاز المناعي.
  • تبين أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً، مما يؤكد دورها الرئيسي في عمليات الرفض المناعي.
  • توفر النتائج فهماً أدق لآليات رفض الأعضاء، وتساعد في تطوير بروتوكولات علاج موجهة تقلل من التفاعلات الضارة.

الآليات الأساسية لرفض الأعضاء وخطوات التجربة السريرية

  • يحدث رفض الكلى عندما يتعرف الجهاز المناعي على الأنسجة المزروعة كـ”غريبة”، ويشن هجوماً عليها بهدف تدميرها، ويشمل ذلك آليتين رئيسيتين:
    • الرفض بوساطة الخلايا التائية، التي تتعرف على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة.
    • الرفض بوساطة الأجسام المضادة، التي تلتصق بالمستضدات مسببة تلف الأوعية الدموية.
  • بدأت أولى التجارب السريرية لزرع كلى من خنازير معدلة وراثياً في الولايات المتحدة، حيث تم تطوير كلى تم تحسين توافقها مع الجسم البشري عبر تعديلات جينية متعددة.
  • في 16 مارس 2024، كان أول زارع، رجل يعاني من الفشل الكلوي، يستلم كلية خنزير معدلة وراثياً، وأظهرت وظائف جيدة على الفور، رغم وفاته بعد شهرين بسبب أسباب غير مرتبطة بوظيفة الكلية.
  • وفي نوفمبر من نفس العام، تلقت امرأة أخرى كلية معدلة وراثياً، وظلت تعمل لمدة 130 يوماً قبل أن تُزال بسبب رفض حاد.

تفاعل الجهاز المناعي وتحسين العلاجات

  • توفر الدراسة الجديدة أدق خريطة للتفاعل المناعي بين الإنسان والعضو المزروع من الخنزير، مع تحديد أنماط تعبير الجينات وسلوك الخلايا المناعية.
  • كشف التحليل أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر انتشاراً، مبررة دورها في عمليات الرفض المناعي.
  • إجراء تدخلات علاجية موجهة أظهر انخفاضاً ملحوظاً في مؤشرات الرفض، ما يشير إلى إمكانيات لتعطيل التفاعلات المناعية الضارة بشكل دوري.

التحديات العالمية وآفاق المستقبل

  • مع النقص العالمي الحاد في الأعضاء، تُعد زراعة الأعضاء من الحيوانات المعدلة وراثياً حلاً واعداً لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في ظل استمرار وجود ملايين المرضى على قوائم الانتظار.
  • وفقًا للتقديرات، أُجريت حوالي 172 ألف عملية زرع في عام 2023، ويظل الطلب يفوق العرض بكثير، ما يؤدي إلى وفيات يومية للمرضى بانتظار الأعضاء.
  • رغم زيادة معدلات الزراعة، فإن التحديات الطبية والتنظيمية تتطلب سنوات لإثبات السلامة والفعالية، لكن الدراسة الحالية تقربنا من جعل زراعة الأعضاء من الخنازير خياراً مألوفاً وفعالاً.

آفاق تطوير الطب المناعي وتقنيات التعديل الوراثي

  • يعمل الباحثون على تحسين استراتيجيات العلاج المناعي وتطوير برتوكولات للكشف المبكر عن علامات الرفض، بهدف تحسين نتائج الزرع.
  • من المتوقع أن تمهد نتائج الدراسة الطريق نحو جعل زراعة الأعضاء من الخنازير من الخيارات العلاجية الاعتيادية خلال عقد من الزمن، مما يغير مستقبل زراعة الأعضاء عالميًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى