اخبار سياسية

كيف أوقفت مجموعة “العصفور المفترس” النظام المصرفي الإيراني بقيادة حرب إيران وإسرائيل؟

تطورات الحرب الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني

تتصاعد العمليات السيبرانية بين الجهات الفاعلة المختلفة في المنطقة، مع محاولة كل طرف تنفيذ استراتيجيات متنوعة لفرض نفوذه وتأثيره على الطرف الآخر. في ظل الصراعات النووية والعسكرية، تتخذ الهجمات السيبرانية أبعاداً جديدة تؤثر بشكل مباشر على البنية التحتية المالية والاقتصاد الإيراني المتأثر أساساً بالعقوبات والتحديات الاقتصادية.

الهجمات السيبرانية على المؤسسات المالية والنظام الاقتصادي

  • استهدفت مجموعات قرصنة مجهولة الهوية، يُعتقد أنها ذات صلة بدول معينة، مؤسسات مالية رئيسية في إيران، منها بنوك وشركات تحويل أموال.
  • تمكن القراصنة من تعطيل خدمات بنوك مهمة، مثل بنك “سيباه” الذي يخدم القوات المسلحة، مما أدى إلى توقف الخدمات المصرفية الإلكترونية وتضرر أجهزة الصراف الآلي.
  • اخترقت مجموعات أخرى منصة “نوبیتكس”، أكبر بورصة للعملات المشفرة في البلاد، وسحبت حوالي 100 مليون دولار من أصول المستخدمين، ما أدى إلى توقف النظام.

ردود الفعل الحكومية والإجراءات في إيران

  • أوقفت الحكومة الإيرانيّة جزءًا كبيرًا من الأنشطة الإلكترونية لمنع هجمات إضافية، وحجبت المواقع غير المحلية بشكل تدريجي.
  • حذّرت السلطات المواطنين من استخدام تطبيقات الهواتف الأجنبية أو المواقع التي قد تتجسس على بياناتهم، وفرضت قيوداً على استخدام الحواسيب المحمولة والساعات الذكية للحد من الاختراقات.

مواجهة التحديات الاقتصادية وتداعيات الهجمات السيبرانية

  • تأثر الاقتصاد الإيراني بشكل كبير بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط والمعاملات المالية، حيث يعاني التضخم من معدلات تتجاوز 40% ويواجه سوق العمل نزوحاً مستمراً للعمالة الماهرة.
  • في ظل تلك الظروف، تتواصل المناوشات السيبرانية، مع توقعات باستمرار الحرب الإلكترونية بين الأطراف المختلفة، خاصةً مع استمرار الصراعات على الساحات السياسية والعسكرية.
  • تتركز الجهود على استهداف البنية التحتية الاقتصادية التي تموّل الأجهزة العسكرية والإيرانية، مع فرض قيود وعقوبات على المؤسسات المالية الرئيسية، كالتحكم في أصول العملات الرقمية.

الرد الإيراني والتصعيد السيبراني المضاد

  • ردت مجموعات موالية لإيران باختراق مواقع إلكترونية تابعة لجهات معارضة عبر هجمات DDoS، محاولةً إرباك شبكات الإنترنت وإرسال رسائل احتيالية.
  • وفي ذات الوقت، قامت إيران بتقييد الوصول إلى الإنترنت وإجراءات أخرى للحد من تأثير الهجمات، بما يهدف إلى حماية البنية التحتية الوطنية وتقليل الاستغلال الخارجي للمعلومات.
  • الأوضاع الحالية تشير إلى استمرارية الحرب السيبرانية، مع بقاء احتمال تصاعد الهجمات وتطورها بشكل يهدد استقرار النظام الاقتصادي والإلكتروني في المنطقة.

الخلاصة

توضح الأحداث الأخيرة أن الصراعات الرقمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الصراعات العسكرية والسياسية الكبرى، خاصة على صعيد استهداف البنى التحتية المالية. ومع استمرار التوترات، فإن مستقبل الحروب السيبرانية يبقى مرهوناً بكيفية إدارة الدول لإستراتيجياتها وتطوراتها التقنية، بهدف حماية مصالحها وأمنها الوطني في ظل بيئة دولية متقلبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى