صحة

العلاج بالكهرباء للدماغ قد يحد من مخاطر الانتحار في مرضى الاكتئاب

تطورات حديثة في فهم فعالية العلاج بالتخليج الكهربائي للاكتئاب الشديد

كشفت مراجعة علمية حديثة عن نتائج قد تُحدث تحولاً كبيراً في تصور فعاليات العلاج بالتخليج الكهربائي، خاصة في علاج فئة المصابين بالاكتئاب الشديد المقاوم للعلاج. تشير النتائج إلى أن هذا النوع من العلاج قد يقلل بشكل ملموس من مخاطر الانتحار ويؤثر إيجابياً على معدلات الوفيات بينهم.

نتائج الدراسة وأهميتها

  • تبين أن العلاج بالتخليج الكهربائي يقلل خطر الانتحار بنسبة تصل إلى 34% مقارنة بالعلاجات التقليدية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • تم تحليل البيانات من 11 دراسة شملت علاج أكثر من 17,880 مريضاً، وتُقارن بنتائج 25,367 مريضاً تلقوا رعاية تقليدية.
  • سُجلت 208 حالات انتحار في المجموعة التي تلقت العلاج بالتخليج الكهربائي، مقابل 988 حالة في مجموعة العلاج التقليدي. كما تم تسجيل 511 وفاة مقابل 1325، مما يعزز ارتباط العلاج بانخفاض معدلات الوفيات.

فوائد وتداعيات العلاج بالتخليج الكهربائي

  • تشير النتائج إلى أن فوائد هذا العلاج قد تمتد لتشمل تحسين فرص البقاء على قيد الحياة بشكل عام، وليس فقط تحسين الحالة النفسية بشكل مباشر.
  • لا يعتقد أن تأثير العلاج على تقليل الوفيات يعود إلى آليات خفية، بل قد يكون نتيجة لاختيارات انتقائية للمرضى ضمن الدراسات.
  • تطور العلاج على مر العقود، وأظهرت الدراسات الحديثة مزيداً من الفعالية مقارنة بالتجارب السابقة، ما قد يعني أن نسبة تقليل خطر الانتحار قد تكون أعلى من 34% في الممارسات المعاصرة.

القيود والتحديات

  • غالبية الدراسات التي شملها التحليل كانت ملاحظية، مما يقلل من قوة الأدلة مقارنة بالدراسات التجريبية.
  • إجراء تجارب سريرية طويلة الأمد قد يواجه عراقيل أخلاقية وعملياً، نظراً للحساسية النفسية للمصابين بالاكتئاب الشديد.
  • أما تقييم العلاجات الأخرى مثل التحفيز المغناطيسي المتكرر وتحفيز العصب المبهم، فتشير النتائج إلى أنها لم تظهر بعد تأثيراً ثابتاً على معدلات الانتحار.

الآليات وطرق العلاج

  • يتم العلاج بالتخليج الكهربائي عبر تمرير تيارات كهربائية قصيرة ومنضبطة إلى الدماغ لتحفيز نوبات صرعية قصيرة، مما يؤدي إلى تغييرات كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين الحالة المزاجية.
  • يُجرى عادة تحت إشراف طبي متخصص وتحت التخدير العام، خاصة في الحالات المقاومة للعلاجات الأخرى.
  • أما تقنية التحفيز المغناطيسي فهي تركز على تسليط نبضات مغناطيسية على مناطق معينة من الدماغ، وتُستخدم عادة دون تخدير في بيئة العيادات الخارجية.
  • تحفيز العصب المبهم، الذي يتم عبر زرع جهاز جراحي، أظهر انخفاضاً ملحوظاً في معدل الوفيات، لكنه لا يزال بحاجة لمزيد من الدراسات للتحقق من صحة النتائج وتعميمها.

الأهمية المستقبلية والتحديات

تُعد هذه النتائج تطوراً مهماً يعزز من مكانة العلاج بالتخليج الكهربائي، خاصة كمصدر أمل في مواجهة الأزمة العالمية للصحة النفسية التي تتزايد باضطراد، مع ارتفاع معدلات الاكتئاب والانتحار بشكل محسوس جراء جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.

مع ذلك، تظل هناك أسئلة مهمة، تتعلق بكيفية ضمان العدالة في الوصول إلى العلاج، وأثره الجانبي المحتمل، وكفاءة نظم الرعاية الصحية في الدول النامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى