اقتصاد

الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: من يتصدر السباق؟

مستجدات الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط: التحديات والفرص

يُعد الأمن الغذائي من أبرز الأولويات الاستراتيجية في المنطقة العربية، حيث تواجه دولها تحديات متعددة تتعلق بتأمين الموارد الغذائية في ظل محدودية الموارد المائية، والتغيرات المناخية، والنقص في الاستثمار الزراعي، والنزاعات السياسية. إلا أن هناك جهوداً ملحوظة تبذل لتعزيز قدرات المنطقة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستدامة الغذائية.

جهود دول المنطقة في تعزيز الأمن الغذائي

  • السعودية: تركز على دعم الزراعة المحلية وتطوير تقنيات الزراعة الذكية، ضمن «رؤية 2030»، مع استثمار مليارات الريالات في مشاريع إنتاج الدواجن والمحاصيل الأساسية. كما أنشأت مخزونات استراتيجية لضمان توفر الغذاء خلال الأزمات.
  • الإمارات: تعتمد على استراتيجية وطنية تتضمن 38 مبادرة لتعزيز مساهمة القطاع الغذائي وزيادة مرونته، مع تنظيم المخزون الاستراتيجي والاستثمار في التكنولوجيا الزراعية، خاصة في البيئات القاسية.
  • مصر: أعلنت عن خطة شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2030، مع استثمارات كبيرة في استصلاح الأراضي وزيادة الإنتاج المحلي لمحاصيل استراتيجية، بالإضافة إلى مشاريع زراعية حديثة.
  • قطر: تركز على تعزيز الإنتاج المحلي في قطاعات اللحوم والدواجن، مع استثمار في الزراعة داخل البيوت المحمية واستخدام التقنيات الحديثة لزيادة الكفاءة.

دور الاستثمارات الداخلية والخارجية

  • تقوم الدول العربية بتنويع جهودها الاستثمارية، خاصة عبر دعم المشاريع الزراعية الحديثة وتوسيع الشراكات الخارجية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بهدف تأمين الإمدادات الغذائية وتقليل الاعتماد على الأسواق العالمية.
  • شهدت الاستثمارات الخارجية، خاصة في السودان وموريتانيا وإثيوبيا، توسعًا واضحًا في شراء الأراضي الزراعية وإنتاج المحاصيل الإستراتيجية، بهدف ضمان التوريد المباشر إلى الأسواق المحلية.
  • كما تتعاون دول عربية مع شركات تكنولوجية زراعية عالمية لتطوير أساليب الإنتاج المستدام، مثل الزراعة العمودية والزراعة الذكية في البيئات الصعبة.

الشراكات الدولية وأهميتها

  • تلعب الاتفاقات والشراكات مع منظمات دولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، دورًا مهمًا في تقديم الدعم الفني، وتطوير القدرات، وتحسين السياسات الزراعية.
  • كما تتعاون الدول مع شركات عالمية في مجال التكنولوجيا الزراعية، لتعزيز الإنتاجية وتحسين إدارة الموارد، خاصة للمياه والتربة.
  • فاعل، على سبيل المثال، استحواذ صندوق الاستثمارات على حصص استراتيجية في شركات زراعية عالمية، وزيادة الاستثمارات في مشاريع إنتاج الغذاء الحيوي والمستدام.

التحديات التي تواجه أمن الغذائي في المنطقة

  • نقص الموارد المائية: تعتمد غالبية الدول على المياه الجوفية والمحلاة، مما يزيد من تكاليف الإنتاج ويحد من توسع الزراعة.
  • ضعف البنية التحتية الزراعية: من وسائل الري والنقل والتخزين، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة قبل وصول المنتجات إلى المستهلكين.
  • مشكلات التمويل والاستثمار: تُعتبر الزراعة قطاعًا مرتفع المخاطر ومنخفض الربحية، مما يعيق جذب الاستثمارات اللازمة.
  • تدهور الأراضي والتصحر: ارتفاع معدلات الجفاف وتملح التربة، فضلاً عن تناقص الأراضي الصالحة للزراعة، يؤثر على الإنتاج الزراعي.
  • الاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة: تؤثر بشكل مباشر على استقرار السياسات والتطوير الزراعي، خاصة في دول مثل اليمن والسودان.

لضمان استدامة الأمن الغذائي، يتطلب الأمر استراتيجيات شاملة تتضمن الاستخدام الأمثل للموارد، وتوظيف التقنيات الحديثة، وتعزيز التوجهات الإقليمية للتعاون والتكامل، بهدف بناء أنظمة غذائية أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى