اقتصاد

تنافس الشرق الأوسط على الأمن الغذائي: من يتصدر السباق؟

مقدمة حول أهمية الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط

يعد الأمن الغذائي من أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الاستيراد لتلبية الاحتياجات الغذائية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتغير المناخ، واضطرابات سلاسل الإمداد. وقد لاحظنا تدهور الوضع خلال فترات الجائحة مثل “كوفيد-19” والحروب الإقليمية، مما يحتم اعتماد استراتيجيات فعالة لتعزيز الاكتفاء الذاتي وضمان استدامة إمدادات الغذاء.

جهود الدول لتعزيز الأمن الغذائي

الاستراتيجيات الوطنية والمبادرات الحكومية

  • المملكة العربية السعودية: تعزيز مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي، وتوظيف مليارات الريالات في مشاريع الزراعة المائية والذكية، مع دعم الشركات الكبرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية.
  • الإمارات العربية المتحدة: تبني استراتيجية وطنية للأمن الغذائي تتضمن 38 مبادرة قصيرة وطويلة الأمد، مع تنظيم المخزون الاستراتيجي للمواد الغذائية، وزيادة الاستثمارات في التقنيات الزراعية الحديثة، مثل الزراعة العمودية والزراعة الذكية.
  • مصر: خطة شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2030، مع استيراد كميات كبيرة من القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، عبر استصلاح أراضٍ زراعية واسعة وزيادة الإنتاج المحلي.

تطورات وأبرز المبادرات الاستثمارية

  • توسيع الاستثمارات في القطاع الزراعي عبر الصناديق الوطنية والخارجية، مع دعم الزراعة في أراضٍ داخل وخارج الدول العربية، وخاصة في السودان وموريتانيا ودول شرق أفريقيا، بهدف تأمين الإمدادات وتقليل الاعتمادية على الأسواق العالمية.
  • الشراكات الدولية مع شركات زراعية وتقنية، بهدف نقل المعرفة وتطوير الإنتاج المحلي، مع توسيع النطاق ليشمل استثمارات خارجية وتطوير سلاسل التوريد.

الشراكات الخارجية ودورها في دعم الأمن الغذائي

  • إقامة شراكات مع دول مثل السودان ومصر وإثيوبيا لرعاية مشاريع زراعية واسعة، وتطوير إنتاج محاصيل استراتيجية كالأرز والقمح، وتوريدها مباشرة إلى الأسواق المحلية.
  • التعاون مع شركات عالمية في مجال التكنولوجيا الزراعية، مثل الزراعة العمودية والزراعة المستدامة، وذلك عبر استثمارات استراتيجية ودعم مشاريع البحث والتطوير.
  • الاستحواذ على حصص في شركات دولية، وزيادة الاستثمارات في الشركات الزراعية والصناعية، لتعزيز سلاسل التوريد وتوفير المنتجات بكميات كبيرة بأسعار مناسبة.

التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة

التحديات الرئيسية

  • ندرة الموارد المائية، وخاصة في المناطق ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، مما يحد من تطوير الزراعة وتوريد المنتجات الأساسية.
  • ضعف البنية التحتية الزراعية، خاصة وسائل الري والنقل والتخزين، مما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج قبل الوصول إلى المستهلكين.
  • محدودية التمويل والاستثمار في القطاع، إذ يعتبر قطاع الزراعة من القطاعات ذات المخاطر العالية والعائد المحدود، مما يعيق جذب الاستثمارات الجديدة.
  • تدهور الأراضي، والتصحر، وارتفاع معدلات التملح، التي تقلل من الأراضي الصالحة للزراعة وتفاقم أزمة المياه.
  • اضطرابات سياسية ونزاعات مسلحة، تؤثر على استدامة مشاريع التنمية الزراعية وتعطيل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار الغذائي.

الاستراتيجيات لمواجهة التحديات

  • اعتماد التكنولوجيا الحديثة في إدارة الموارد المائية والزراعية، وزيادة كفاءة استخدام المياه.
  • تحسين البنية التحتية اللوجستية والتخزينية لتعزيز نقل المنتجات وتخزينها بشكل فعال.
  • تشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية وتنويع مصادر التمويل لدعم مشاريع الزراعة والتنمية المستدامة.
  • تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير السياسات المشتركة لمواجهة التحديات التي تتعدى حدود الدول الواحدة.

خاتمة

يبقى تحسين الأمن الغذائي في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هدفاً استراتيجياً يتطلب تضافر جهود الحكومات والقطاعات الخاصة، مع الاعتماد على التكنولوجيا والاستثمارات الخارجية، serta تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، لضمان استدامة الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المأمول المستقبلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى