اقتصاد
من يتصدر سباق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط؟

مقدمة عن أمن الغذاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
يشهد العالم العربي تحديات متزايدة في مجال تحقيق الأمن الغذائي نتيجة عوامل متعددة تشمل التغيرات المناخية، محدودية الموارد المائية، والنزاعات المسلحة، مما يتطلب استراتيجيات متكاملة لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتوفير الاستقرار الغذائي المستدام في المنطقة.
الاستراتيجيات والمبادرات في تعزيز أمن الغذاء
جهود الدول العربية في سباق الاكتفاء الذاتي
- دول الخليج: استثمرت بشكل كبير في بناء الاحتياطيات الاستراتيجية، وتطوير المشاريع الزراعية مثل الزراعة المائية والعمودية، وتعزيز الشراكات مع دول منتجة مثل فيتنام ومصر وصربيا وناميبيا.
- مصر: أعلنت عن خطة شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الأساسية، مع زيادة الاحتياطي من القمح والسكر، وتوسيع مشاريع الاستصلاح الزراعي لزيادة الإنتاج المحلي.
- الإمارات: تبنت استراتيجية وطنية للأمن الغذائي تشمل 38 مبادرة، بهدف تعزيز المخزون الاستراتيجي وتنظيم مصادر الغذاء وتطوير القطاع الزراعي الداخلي والخارجي.
- السعودية: أطلقت مبادرات ضمن “رؤية 2030″، تضمنت دعم الزراعة الذكية والتوسع في الاستثمار الخارجي، مع توقعات بارتفاع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي إلى أكثر من 60% خلال العام الحالي.
- قطر: ركزت على تعزيز الإنتاج المحلي، خاصة في قطاعات اللحوم والدواجن، واعتمدت تقنيات الزراعة داخل البيوت المحمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة
- ندرة الموارد المائية: تعتمد معظم الدول على المياه الجوفية أو المحلاة، مما يزيد من تكلفة الإنتاج ويحد من التوسع الزراعي، خاصة في دول مثل المغرب والعراق.
- ضعف البنية التحتية الزراعية: نقص وسائل الري الحديثة وشبكات النقل والتخزين يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج قبل وصولها إلى المستهلك.
- الاستثمار المحدود في القطاع الزراعي: تعتبر الزراعة قطاعاً محفوفاً بالمخاطر، بما يقلل من جاذبيته أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
- الاضطرابات السياسية والنزاعات: تؤثر بشكل كبير على استقرار مشاريع التنمية الزراعية، خاصة في دول مثل اليمن والسودان، مما يعيق برامج الأمن الغذائي المستدامة.
- المشكلات البيئية والجفاف: ارتفاع معدلات التصحر وتدهور التربة والملوحة، يجعل من الصعب توسيع الرقعة الزراعية بشكل فعال.
دور الاستثمارات الخارجية والشراكات الإقليمية والدولية
- أنشأت الدول العربية شراكات مع دول وشركات عالمية في مجال التكنولوجيا الزراعية، مثل التعاون بين الإمارات وشركات أميركية في الزراعة العمودية، والاستثمار في الأراضي الزراعية بالخارج، لزيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الأسواق العالمية.
- قامت المملكة العربية السعودية باستحواذ على حصص استراتيجية في شركات زراعية عالمية، مثل شركة سنغافورية لبيع الحبوب والبذور، وتهدف إلى مضاعفة إنتاجها من المنتجات الحيوانية.
- تعمل مصر على تعميق الشراكات مع المؤسسات الدولية، خاصة منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، لدعم خطط التنمية وتعزيز القدرات الوطنية في مجال الأمن الغذائي.
- توسع الإمارات استثماراتها في مشاريع زراعية خارجية ضمن دول عدة، لضمان سلاسل إمداد مستدامة وتحقيق مرونة أكبر في أنظمة الغذاء.
الختام والتطلعات المستقبلية
على الرغم من التقدم الملحوظ في بعض الدول، إلا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل يتطلب مواجهة تحديات حاسمة، منها استدامة الموارد المائية، ورفع كفاءة البنية التحتية، وتحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، لضمان أمن غذائي مستدام يلبي احتياجات السكان المتزايدة ويقاوم التغيرات المناخية والتحديات السياسية.