مصادر لـ”الشرق”: الوسطاء يسعون لاستغلال تداعيات حرب إيران لإنهاء نزاع غزة

مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في ظل ظروف متغيرة
في ظل تصاعد التوترات والجهود الدولية لإنهاء الصراع في قطاع غزة، تتواصل محاولات الوساطة بين الأطراف المعنية، وسط ترقب للمستجدات المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة والإجراءات التي تُتخذ لتحقيق التهدئة والحل النهائي.
جهود الوساطة والتطورات الأخيرة
- أفادت مصادر مطلعة أن الوسطاء يحاولون استثمار فترة وقف الحرب الحالية بين إيران والجبهة الدولية لإنجاز تفاهمات تؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية في غزة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوب بعد بشكل كامل.
- تشير المعلومات إلى أن الوسيطين المصري والقطري يريان أن نتائج الحرب في إيران قد تتيح فرصًا جديدة للتوصل إلى اتفاق، حيث يُجرى حوارات مع قيادة حماس، والجانب الأميركي، والإسرائيلي لهذا الغرض.
التعديلات المقترحة على المبادرة الأمريكية
- تُتركز المناقشات حول تعديل المقترح الأخير الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بسبب وجود ثلاث عقبات رئيسية تعيق التوصل لاتفاق نهائي.
- العقبة الأولى: رفض إسرائيل ومطالبة حماس بإدراج بند يلزم تل أبيب بعدم شن حرب جديدة أثناء المفاوضات، علماً أن المقترح ينص على إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين، وعددهم عشرة، بالإضافة إلى نصف جثامين الضحايا، مقابل وقف الحرب لمدة 60 يومًا.
- العقبة الثانية: طلب حماس العودة إلى الآلية القديمة لتوزيع المساعدات الإنسانية، وهو ما ترفضه إسرائيل، التي ترغب في تطبيق أسلوب جديد يُشرف عليه طرف دولي لضمان عدم استغلال المساعدات من قبل حماس.
- العقبة الثالثة: مطالب حماس بسحب القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل بداية العمليات العسكرية الأخيرة، وتصر إسرائيل على استمرار وجودها في المناطق التي كانت متمركزة فيها.
الموقف الإسرائيلي بعد الحرب
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحكومة ملتزمة بعدم التراجع عن أهداف الحرب، وعلى رأسها القضاء على قدرات حماس وإعادة رهائنها والجثامين. وأكدت أن الحرب ستستمر حتى تحقيق الأهداف، ومنها القضاء على القدرات العسكرية للحركة وإزالة التهديدات الأمنية.
كما أشارت تقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قدمت لوسطاء دوليين عرضًا «محسنًا»، يتضمن إطلاق سراح المحتجزين على مرحلتين، مع شرط أن يُعلن الرئيس الأميركي أن وقف إطلاق النار يمكن أن يستمر بعد مدة الـ60 يومًا في حال استمرت المفاوضات بنية حسنة، وهو أمر تراه حماس غير كافٍ لضمان استمرار التهدئة.
الجهود المستمرة لإيجاد صيغة توافقية
تجري حالياً اتصالات موسعة بين الأطراف المختلفة بهدف تذليل العقبات وتعديل خطة ويتكوف بما يتناسب مع مطالب الطرفين، مع السعي لإيجاد إطار تفاوضي يحقق مصالح الجميع ويجنب المنطقة تصاعداً جديداً في التصعيد العسكري.