اخبار سياسية

هل تواجه إيران وحدها تحدي أمريكا وإسرائيل؟

لحظة مفصلية في تاريخ إيران بعد التصعيد الإسرائيلي والدولي

تشهد إيران حالياً واحدة من أصعب فتراتها في التاريخ الحديث، مع تصاعد الأحداث والتوترات الإقليمية والدولية التي تؤثر على مجرياتها المستقبلة بشكل غير مسبوق. تأتي التطورات الأخيرة بعد هجوم إسرائيلي واسع استهدف مواقع عسكرية بارزة في البلاد، تلاه رد فعل أمريكي بقصف منشآت نووية حساسة، مما يزيد من حدّة التحديات التي تواجهها طهران على الصعيدين الداخلي والخارجي.

تطورات التصعيد والردود الإقليمية والدولية

  • الهجوم الإسرائيلي استهدف منشآت حيوية وعدد من كبار القادة، في خطوة اعتبرتها إيران تهديداً مباشراً لأمنها الوطني.
  • تبعه قصف أمريكي لعدد من المنشآت النووية، في تصعيد يعكس تصعيد الجبهة الدولية ضد البرنامج النووي الإيراني.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ألمح إلى أن العمليات العسكرية قد تتجاوز مجرد إعاقة البرنامج النووي، مع احتمال السعي لتغيير النظام في إيران.

الوضع الإقليمي والدعم الدولي المحدود

تدرك القيادة الإيرانية أنها تواجه خصومها بمفردها، خاصة مع تراجع دعم حلفائها الإقليميين والدوليين، في ظل الموقف اللفظي الذي تلتزم به كل من روسيا والصين، وعدم وجود خطوات ملموسة لدعمهما لإيران:

  • روسيا والصين تكتفيان حالياً بالدعم اللفظي، مع غياب أي دعم عسكري أو اقتصادي حاسم.
  • إيران انضمت إلى تكتل بريكس في أوائل عام 2024، إلا أن التكتل لم يظهر أي موقف داعم للهجمات الأخيرة أو لموقف إيران بشكل واضح.
  • الاتفاق مع روسيا في يناير، وتوريد موسكو لطائرات مسيّرة وصواريخ، لا يرقى إلى مستوى دعم عسكري واسع، وفقاً للمراقبين.

التحديات الروسية والصينية على المسرح الدولي

يبدو أن موسكو، رغم معارضتها للهجمات الإسرائيلية الأمريكية، تتعرض لضغوط متزايدة قد تؤدي لفقدان حليف استراتيجي آخر في الشرق الأوسط، خاصة مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا. أما الصين فعبّرت عن إدانتها للهجمات، لكنها لم تقدم دعماً مباشراً، رغم استمرار علاقاتها الاقتصادية مع إيران، خاصة في مجال النفط الذي تمثّل صادراته نسبة عالية لبكين.

مساعي إيران وتحالفاتها المحدودة في المنطقة

  • وكلاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، تعرضوا لضربات من إسرائيل العام الماضي، ولم يبدوا دعماً علنياً كبيراً لطهران حتى الآن.
  • الحوثيون في اليمن أطلقوا تهديدات ضد المصالح الأمريكية، لكنهم يواجهون مخاطر هجمات مضادة من قبل الولايات المتحدة، مع تراجع الدعم المباشر لهم.

موقع أوروبا وتأثيرها المحدود

استهلكت التوترات مع روسيا والتهديدات التي تواجهها القارة الأوروبية جهدها، مما أدى إلى تهميش أدوار القوى الأوروبية في ملف الشرق الأوسط. فعلى الرغم من محاولة فرنسا التقريب بين إيران وإسرائيل، إلا أن التفاعلات السياسية تظهر عدم وجود دعم قوي من أوروبا للحلول الدبلوماسية، مع توجه غالبية الدول الأوروبية لتركيز جهودها على التحديات الأمنية والاقتصادية المحتملة.

ختاماً

يبدو أن إيران تدخل مرحلة حساسة، مع تصعيد عسكري يفتقد إلى دعم حقيقي من حلفائها، ومع انشغال القوى الكبرى بالصراعات الحالية، تتجه الأنظار نحو احتمالات التصعيد أو التهدئة، في ظل غموض مستقبل المنطقة واحتمالات تغير موازين القوى الدولية والإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى