اخبار سياسية

هل تتحدى إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بمفردها؟

موقف إيران في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية

تواجه إيران حالياً لحظة حاسمة، حيث تتصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتعد هذه المرحلة من الأبرز في تاريخها الحديث، مع تداخل العديد من العوامل السياسية والعسكرية التي تؤثر على مستقبل المنطقة بشكل عام.

الهجمات والردود العسكرية

  • شهدت إيران هجوماً إسرائيلياً واسعاً استهدف مواقع عسكرية رفيعة المستوى وعدداً من كبار القادة، تلاه ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية حساسة.
  • رغم التصعيد، تُدرك القيادة الإيرانية أنها تواجه موقفاً منفرداً، نظراً لغياب دعم ملموس من القوى الكبرى المستعدة للوقوف إلى جانبها، حيث تقتصر المواقف الروسية والصينية على الدعم اللفظي دون خطوات فعلية على الأرض.
  • مؤخراً، تراجع نفوذ وكلاء إيران في المنطقة، خاصة حزب الله اللبناني، الذي تلقى ضربات قوية من إسرائيل، ولم يظهر دعماً مباشراً لطهران في المواجهات الأخيرة.

الوضع الدولي والمواقف الدولية تجاه إيران

  • بدأت إيران مؤخراً تعزيز علاقاتها مع تكتل “بريكس”، الذي انضمت إليه في بداية عام 2024، لكن التكتل لم يظهر حتى الآن دعمًا ملموسًا لإيران في الأزمة الحالية، رغم موقفه العام الرافض للهيمنة الغربية.
  • وقعت طهران اتفاقيات تعاون استراتيجي مع روسيا، وأكدت تقارير غربية أن إيران زودت موسكو بطائرات مسيّرة وصواريخ خلال الحرب في أوكرانيا، إلا أن روسيا نفت تقديم دعم عسكري مباشر لإيران، وأكدت أن التعاون يظل محدوداً.
  • وفيما يتعلق بالصين، أبرزت بكين معارضتها للضربات الأميركية والإسرائيلية، دون أن تقدم دعمًا عسكريًا مباشراً لإيران، على الرغم من أنها تشتري غالبية النفط الإيراني.

مستقبل العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية

  • زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو تAbi ركزت على تعزيز العلاقات، إلا أن الدعم الروسي يبقى شكلياً، مع استمرار الكرملين في التركيز على أولويات أخرى، خاصة حرب أوكرانيا، مع احتمالية فقدان موسكو لحليف رئيسي داخل الشرق الأوسط.
  • أما الصين، فهي تدين الضربات الأميركية والإسرائيلية، لكنها تواصل سياستها الحيادية من دون تقديم دعم عسكري مباشر.
  • على المستوى الإقليمي، تراجعت فاعلية وكلاء إيران، مثل حزب الله، الذي لم يشارك بشكل كبير في المواجهة الأخيرة، في حين أن الحوثيين في اليمن أطلقوا تهديدات ضد مصالح أميركية، رغم تراجع فرص التصعيد العسكري المباشر.

تحديات أوروبا والدور الدولي

  • أصبحت الدول الأوروبية أكثر تهميشاً في التطورات الجارية، حيث تراجعت تأثيراتها في السياسات الأميركية والإسرائيلية، وكذلك في الملف الإيراني.
  • حكومات بريطانيا، فرنسا، وألمانيا تواجه تحديات داخلية وخارجية، خاصة مع استمرار التوترات، ورفضها التدخل المباشر، رغم امتلاكها قدرات عسكرية واقتصادية مهمة.
  • وفي لقاءات مجموعة السبع وقمم الناتو، حاول الزعماء الأوروبيون تعزيز مصالحهم، لكن تباعد المواقف مع واشنطن يعكس ضعف التأثير الأوروبي، مع تزايد المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على أمن القارة الأوروبية.

ختام وتوقعات مستقبلية

يبقى الوضع متوتراً، مع احتمالية تصعيد المواجهة العسكرية والنفوذ الدولي في المنطقة. وفي ظل غياب دعم صلب من القوى الكبرى، قد تواجه إيران تحديات كبيرة في الدفاع عن مصالحها، مع احتمالات لتعقيد الأوضاع وتغير موازين القوى الإقليمية والدولية في الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى