“الدرع البرتقالي”.. استعدادات أمنية مشددة في لاهاي قبل قمة الناتو تحوّل المدينة إلى حصن منيع

الاستعدادات الأمنية لقمة الناتو في لاهاي وتداعياتها الإقليمية والدولية
تتواصل الاستعدادات المكثفة في مدينة لاهاي الهولندية لاستضافة قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي ستعقد في 24 و25 يونيو، بحضور قادة الدول الأعضاء الـ32، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وتتميز التحضيرات هذه السنة بفرض إجراءات أمنية غير مسبوقة وأسفر عنها حصار واسع النطاق للمدينة، في إطار تعزيز التدابير الاحترازية وسط توترات جيوسياسية متصاعدة في المنطقة والعالم.
الجانب الأمني والإجراءات المتخذة
- تحول أجزاء واسعة من المدينة إلى منطقة عسكرية محصنة، مع إغلاق المواقف والحواجز الأمنية المرتفعة.
- إغلاق الطرق وتحويل مسارات النقل العام، مع تعزيز الوجود الشرطي والعسكري من خلال حوالي 27 ألف عنصر من الشرطة، ونحو 10 آلاف من القوات المسلحة.
- انتشار وحدات مكافحة الشغب، وتسيير دوريات جوية بطائرات F-35، وهليكوبترات أباتشي، بالإضافة إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
- تدابير متعلقة بالمراقبة الإلكترونية وتأمين البنية التحتية الحيوية، مع فرض حظر على الطائرات المسيرة المدنية في المنطقة.
- تواجد مكثف للمرافق الأمنية للتعامل مع احتجاجات محتملة ومتظاهرين يحاولون تعطيل السير عبر طرقات رئيسية.
جدول أعمال القمة والتحديات الرئيسية
يتوقع أن تتناول قمة الناتو عدة ملفات رئيسية، أهمها:
- مناقشة زيادة الإنفاق العسكري إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، مع التركيز على استثمارات الأمان السيبراني والبنية التحتية الحيوية.
- مواجهة التهديدات الجيوسياسية، خاصة الصراعات في الشرق الأوسط، والتوتر مع روسيا، والتحديات من الصين.
- التأكيد على وحدة الحلف واستمرار دعم واشنطن لأمن أوروبا، على ضوء التصريحات والتهديدات بشأن تقليص الحماية الدفاعية.
أول قمة لحلف الناتو تستضيفها هولندا
هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس الحلف عام 1949 التي تستضيف فيها هولندا هذا الحدث المهم. وُيشارك في القمة حوالي 9 آلاف شخص، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات، وزراء الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى صحفيين ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم. ويهدف البرنامج إلى تعزيز التعاون الأمني، واتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بالدفاع والسلام الدولي.
الفعاليات المصاحبة وأهميتها
- عشاء رسمي يجمع قادة الدول مع العائلة المالكة الهولندية في قصر ريفي للمدينة.
- مناقشات علنية وورش عمل حول مواضيع الأمن السيبراني، التعاون العسكري، والتهديدات الحالية.
- منتدى عامًا يهدف إلى توعية الرأي العام حول قرارات الناتو وأهميتها في حفظ السلم الإقليمي والدولي.
- منتدى لصناعة الدفاع، حيث يناقش قادة القطاع العسكري فرص التعاون وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء.
المخرجات المحتملة وتأثيراتها على السياسات الدولية
من المتوقع أن تؤدي نتائج القمة إلى تعزيز التكاتف بين أعضاء الحلف، وتوحيد الاستراتجيات الدفاعية، وتأكيد الالتزام برفع مستوى الإنفاق العسكري، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع القوى الكبرى. كما ستسهم القرارات المتخذة في صياغة المشهد الأمني الأوروبي والدولي على المدى القريب والبعيد، مع استمرار التحديات في مناطق النزاع، وضرورة التعاون متعدد الأطراف لمواجهتها بفعالية.