اخبار سياسية

“الدرع البرتقالي”.. استعدادات أمنية لتمكين لاهاي من مواجهة قمة الناتو باعتبارها “قلعة محصنة”

تحضيرات أمنية غير مسبوقة في لاهاي لاستضافة قمة حلف شمال الأطلسي

تشهد مدينة لاهاي الهولندية أجواءً متوترة وإجراءات أمنية مكثفة، استعدادًا لاستضافة قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” المزمعة في 24 و25 يونيو الجاري، بمشاركة قادة الدول الأعضاء الـ32، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

إجراءات أمنية مشددة وتحول المدينة إلى «قلعة عسكرية»

  • فرض حصار أمني واسع النطاق، أطلق عليه اسم “الدرع البرتقالي”، من خلال عملية عسكرية وشرطية ضخمة.
  • تحويل أجزاء كبيرة من المدينة إلى مناطق محصنة، مع إغلاق مواقف السيارات، ونصب حواجز أمنية حديثة.
  • إبلاغ العاملين في المكاتب المجاورة بالبقاء في منازلهم، وتحويل مسارات خطوط النقل العام القريبة من أماكن انعقاد اللقاءات.
  • تجاوزت الإجراءات حدود الشوارع، حيث تم تأمين المناطق من وسط المدينة إلى ضواحيها، بما في ذلك عمليات تفتيش ومراقبة جوية دقيقة للطائرات والمروحيات.

تأثير الإجراءات على طبيعة المدينة

كانت لاهاي تعتبر مركزًا دوليًا للسلام والعدالة، نظراً لاستضافتها العديد من المحاكم الدولية، لكنها الآن أصبحت مفعمة بالإجراءات الأمنية والإزعاج، وسط تواجد أمني غير مسبوق مع وجود قوات ضخمة من الشرطة والجيش، بالإضافة إلى حظر الطيران المسير في المنطقة.

اختصار زمن القمة وخطط الحلف

  • قرر حلف الناتو اختصار مدة القمة إلى جلسة واحدة مدتها ساعتان ونصف، في محاولة لضمان مشاركة الرئيس الأميركي دون مغادرة مبكرة، وما يعكس توجهًا تنظيمياً لضمان الفعالية والكفاءة.
  • كشف مسؤولون أن الهدف هو جعل اللقاء مركزًا قدر الإمكان، مع تقليل الزمن لتفادي التشتيت والإرهاق.

وفي ظل تصاعد التوترات العالمية، خاصة في الشرق الأوسط، يأتي انعقاد القمة في وقت حساس، مع تزايد القلق بشأن الدعم الأميركي لواشنطن في أوروبا، خاصة فيما يتعلق بإنفاق الدفاع، والذي طالبت به إدارة ترمب بتخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، مع دعمها لزيادة الإنفاق إلى 3.5% بحلول عام 2030، باستثناء بعض الأعضاء الذين لا زالوا متمسكين بالتعهدات السابقة.

الاستعدادات الأمنية الكبرى

  • سيشارك في تأمين القمة حوالي 27 ألف عنصر من الشرطة، وهو ما يشكل نصف قوات الشرطة الهولندية، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف من القوات المسلحة.
  • تم تفعيل إجراءات أمنية متطورة، تشمل تسيير فرق أمنية خاصة، مراقبة جوية باستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات، والأجهزة الدفاعية الجوية في حالة تأهب.
  • تم تخصيص فرق متخصصة لتفكيك المتفجرات، مع مراقبة حثيثة للمواقع والطرق المؤدية للمؤتمرات، مع حظر حركة الطائرات بدون طيار وإجراءات صارمة على الطرق السريعة.

التحديات والاستعدادات المحلية

تُعد الاحتجاجات واحدة من التحديات، إذ تنتظر السلطات تجمعات من المحتجين ومحاولات لإغلاق طرق رئيسية، مما يتطلب انتشار قوات مكافحة الشغب وتدابير وقائية للأمن السيبراني، التي تتخذ إجراءات سرية لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية.

جدول أعمال القمة واللقاءات الرسمية

  • سيعقد قادة الناتو لقاءات مع الملك فيليم ألكسندر في قصره، قبل اجتماع رسمي يتناول هدفًا موحدًا لزيادة الإنفاق الدفاعي.
  • سيبحث الوزراء في القمة قضايا الحرب في أوكرانيا، والتعاون العسكري، والأمن السيبراني، والتهديدات الناشئة، مع التركيز على دعم أوروبا في مواجهة التحديات الراهنة.

الموقع المختار لعقد القمة يقع بالقرب من أهم المؤسسات الدولية، من بينها المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ليعكس أهمية وتعقيد الحدث، واحترافية الإجراءات الأمنية التي تتخذ لضمان نجاحها وسلامة المشاركين.

مشاركة واسعة والبرنامج الممتد

يتوقع حضور أكثر من 9 آلاف شخص، من بينهم قادة دول ورؤساء وزراء ونحو 45 وزير خارجية ودفاع، بالإضافة إلى صحفيين من مختلف أنحاء العالم. ويتضمن البرنامج الرسمي:

  • الوصول ومراسم الترحيب.
  • اللقاءات والحوارات بين القادة والمنظمات الدولية.
  • مؤتمرات صحفية، وحفلات عشاء رسمية، واجتماعات مغلقة لمناقشة السياسات الاستراتيجية.

مبادرات لتعزيز الوعي والسلام

  • بالتزامن مع القمة، يُعقد منتدى عام يهدف إلى توضيح أهداف الناتو وقراراته، بمشاركة سياسية وخبراء وشباب، للتفاعل مع الرأي العام.
  • منتدى صناعة الدفاع يُعد من أهم الفعاليات، حيث يناقش التعاون بين الحلف وقطاع الصناعات الدفاعية، ويبحث فرص تعزيز الشراكة بين الجانبين.

تُعكس هذه الترتيبات والتدابير حجم الأهمية الدولية التي يوليه حلف الناتو لموضوع الأمن والاستقرار، في ظل تحديات جيوسياسية معقدة تهدف إلى الحفاظ على السلام الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى