اقتصاد
ارتفاع تكاليف الشحن يهدد بزيادة أسعار السلع في مصر

توقعات وتداعيات ارتفاع أسعار الشحن البحري وتأثيرها على السوق المصري
تترقب شركات الاستيراد والتجارة في مصر التطورات المرتقبة نتيجة الزيادات الكبيرة في تكاليف الشحن البحري على مستوى العالم، خاصةً مع تصاعد التوترات الإقليمية والصراعات التي قد تؤثر على حركة الملاحة والسلع المستوردة، مما يهدد بارتفاع أسعار المنتجات والخدمات خلال الفترة القادمة.
ارتفاع أسعار الشحن وتبعاته على السوق المصرية
- شهدت أسعار الشحن البحري خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات متفاوتة تراوحت بين 10% و100%، بحسب الشركات، نتيجة الأحداث الجيوسياسية والمخاطر المتزايدة على حركة الملاحة البحرية.
- ما يثير القلق هو استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل وتلك التي تتعلق بأسواق النفط، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات وتدهور في ممرات التجارة الدولية، مما ينعكس على أسعار السلع المستوردة والمصنعة داخلياً.
تأثير الزيادات على أسعار السلع والتكاليف اللوجستية
- قال محسن التاجوري، رئيس شركة التاجوري للأخشاب، إن أسعار الشحن الدولي زادت بنسبة 15%، الأمر الذي سينعكس على أسعار الأخشاب المستوردة، حيث ارتفع سعر المتر المكعب بين 15% و20%.
- أما عن شركات الشحن، فإن بعضهم أبلغ عن زيادات تصل إلى 100% في أسعار الشحن، مما سيؤدي إلى تأخير وصول البضائع وتأخيرات في التسليم للسوق المحلية، خاصةً مع رفض بعض الشركات لتحمل هذه الزيادات غير المبررة.
ارتفاع أسعار شحن الحاويات وخدمات النقل
- بلغت نسبة ارتفاع أسعار شحن الحاويات حوالي 26%، أي بما يعادل 1000 دولار، لتصل إلى حوالي 4800 دولار للعمليات، وهو ما ينعكس مباشرة على تكلفة المنتجات والخدمات المستوردة.
- وفيما يخص السيارات، توقع خبراء استمرار ارتفاع التكاليف بمعدل يصل إلى 100%، ما قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في أسعار السيارات خلال الفترة المقبلة.
تأثير التوترات على المصادر البترولية وأسعارها
- ذكر رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية أن أسعار الشحن في المجالات المرتبطة بالمواد البترولية شهدت زيادات تتراوح بين 10% و60%، بالتزامن مع تراجع المعروض نتيجة التوترات، خاصة إغلاق مضيق هرمز الذي يعد شرياناً حيوياً لنصف استهلاك النفط العالمي.
- وفي حال اتخاذ إيران خطوة حاسمة بإغلاق المضيق، قد ترتفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية تصل إلى 130 دولاراً للبرميل، وهو ما ينعكس على تكاليف النقل والإنتاج.
آثار التوتر على حركة النقل والخدمات اللوجستية
- شهد قطاع الشحن الجوي تأخيرات في الرحلات نتيجة إغلاق بعض المطارات، مما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن بنحو 20%، وتراجع حجم الأعمال بنسبة تصل إلى 25%، حسب تصريحات مسؤولي القطاع.
- أما بالنسبة إلى الصادرات والواردات، فإن التوترات الحالية والاحتمالات المرتبطة بإغلاق الموانئ أو إلغاء الرحلات الجمركية تضعف النشاط التجاري وتؤثر على معدلات التبادل التجاري بشكل عام.
موقف الحكومة والتجار
- حذر رئيس الوزراء المصري من محاولات بعض التجار لرفع أسعار السلع بشكل غير مبرر، مؤكداً على أن المخزون الاستراتيجي للسلع في مصر كافٍ، وأن هناك رقابة صارمة على السوق لضبط الأسعار.
- وفيما يتعلق بصناعة السيارات، يتوقع خبراء زيادة في الأسعار تصل إلى 10% نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن والنقل، مع استمرار التصعيد في التوترات الإقليمية.
ملخص وتأثيرات محتملة على السوق المصري
بشكل عام، من المتوقع أن تستمر الزيادة في تكاليف الشحن والمواد الخام، مما يضيف عبئاً إضافياً على المستوردين والمصنعين، ويؤدي في النهاية إلى رفع أسعار المنتجات النهائية للمستهلكين. كما أن استمرار حالة التوتر والتدهور في حركة الملاحة البحرية والجوية قد يسبب تباطؤ في حركة التجارة ويؤثر على تحقيق التوازن الاقتصادي المطلوب خلال الفترة القادمة.