اخبار سياسية
مفاعل بوشهر: أول محطة للطاقة النووية في إيران رحلة تاريخية

مفاعل بوشهر: تاريخ وتحديات وآفاق مستقبلية
يقع مفاعل بوشهر على ضفاف الخليج العربي، وهو أحد العناصر البارزة في المشهد النووي الإيراني. رغم أن هدفه المعلن هو توليد الطاقة الكهربائية بطرق سلمية، إلا أن منشآته كانت دائماً محط أنظار المجتمع الدولي لما تحمله من رمزية ودلالات تتعلق بالطموحات النووية الإيرانية وتفاعلها مع السياسات الدولية. يستعرض هذا المقال تاريخ المفاعل، دوره في النظام النووي الإيراني، والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجهه.
تاريخ إنشاء المفاعل وتطوره
- خطط أولية من السبعينيات: بدأ التخطيط لإنشاء محطة نووية في بوشهر في سبعينيات القرن الماضي، حيث وقعت إيران عقداً مع شركة سيمنز الألمانية لبناء مفاعلين بالماء المضغوط عام 1975.
- توقف المشروع وإعادة إحيائه: بعد ثورة 1979، انسحبت شركة سيمنز وتوقف البناء، وظل الموقع مهجوراً لعقد كامل. في التسعينيات، عادت إيران لمحاولة إحياء المشروع من خلال الشراكة مع روسيا، حيث تم توقيع عقد مع شركة روس آتوم عام 1995 لإنهاء بناء أحد المفاعلين.
- تشغيل المفاعل: بدأ تشغيل المفاعل بشكل تدريجي من 2011، وارتبط بالشبكة الوطنية للكهرباء في سبتمبر من ذات العام، وحقق قدرة تشغيل كاملة بحلول عام 2013.
موقع ووظائف المفاعل
- الموقع: يقع على بعد 17 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة بوشهر، على مساحة تقارب 2.5 كيلومتر مربع بمحاذاة الخليج العربي.
- النوع والقدرة: المفاعل من طراز “VVER-1000″، ويولد حوالي ألف ميجاواط من الكهرباء لتلبية جزء كبير من احتياجات جنوب إيران. يجري بناء وحدة ثانية، مع خطط لتوسعة المنشأة إلى ثلاثة مفاعلات.
- الوقود والرقابة: يستخدم وقود اليورانيوم منخفض التخصيب المستورد من روسيا، ويتم إعادة الوقود المستعمل لموسكو وفق اتفاقية تهدف لمنع تطوير أسلحة نووية.
الأهداف والأهمية الاستراتيجية
- توليد الكهرباء: يبرر البرنامج النووي الإيراني باستخدام المفاعل في توليد الطاقة الكهربائية لأغراض سلمية.
- التنويع الاقتصادي: يهدف البرنامج إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتلبية الطلب المتزايد للسكان (90 مليون نسمة).
- رمزية وتطوير علمي: يعكس قدرات إيران التكنولوجية ويمنح العلماء والخبراء الخبرة التشغيلية، بالإضافة إلى استخدامه كورقة تفاوض في السياسة الدولية.
الأمان والتحديات
- المخاطر الطبيعية والبشرية: تعرض المفاعل لعام 2013 لزلزال بقوة 6.3 درجات، لكن دون أضرار، مع وجود مخاوف من قربه من مناطق زلزالية نشطة.
- حوادث تقنية: في يوليو 2021، توقف المفاعل بسبب عطل فني، ورغم أن السلطات الإيرانية قللت من شأنه، إلا أن الغرب رأى فيه مؤشراً على ثغرات في الإدارة.
- الرقابة الدولية والدور الروسي: المفاعل يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووجود خبراء روس يدعم استقرار عمله، ويحبط احتمالات أي هجمات عسكرية مباشرة.
المخاطر المحتملة والردود الدولية
- التهديدات العسكرية: كونه منشأة فوق سطح الأرض يجعلها أكثر عرضة للهجمات، إلا أن الرقابة الدولية والوجود الروسي يعقدان أي حسابات عسكرية لها.
- الأثر البيئي والمدني: وجود المنشأة قرب مناطق سكنية وخليج عُرضة لخطر التلوث النووي في حال تعرضت لهجوم، وهو ما يهدد سلامة البيئة والسكان.
- موقف روسيا وأهميتها: تؤكد موسكو أن أي هجوم على المفاعل سيشكل كارثة إقليمية، وأن الخبراء الروس يواصلون دعم عملياته لضمان السلامة والأمن.