اخبار سياسية

تولسي جابارد ترفض الحرب على إيران.. كيف أثارت غضب ترمب ووصلت إليه؟

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وخلافات داخل الاستخبارات الأمريكية

وسط استمرار التوترات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتفكير المحتمل لدى بعض قادة الولايات المتحدة في التدخل العسكري ضد إيران، برزت تصريحات وتحركات من قبل مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، مما أدى إلى تصعيد النقاشات الداخلية والخارجية حول سياسة الولايات المتحدة تجاه الملف النووي الإيراني والخيارات العسكرية المحتملة.

موقف تولسي جابارد ودورها في السياسة الأمريكية

انتقادات ووجهات نظر مختلفة

  • شاركت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية السابقة، في مواقف معارضة لسياسات إدارة ترمب، خاصة فيما يتعلق بالملف الإيراني.
  • حذرت من أن نخبة السياسة والحب للحروب تعمل على إثارة الخوف والتوتر بين القوى النووية، معربة عن معلومات استخبارية تؤكد أن إيران قد تكون قريبة من امتلاك سلاح نووي إذا قررت استكمال عملية التجميع.

الاختلاف مع إدارة ترمب

واجهت جابارد انتقادات واسعة بعد تصريحاتها التي تحدثت عن وجود أدلة على أن إيران لم تتخلَ بعد عن برنامجها النووي، وهو ما أدى إلى تباين كبير في مواقفها مع الرئيس ترمب، الذي صرح في أكثر من مناسبة بأن إيران كانت أقرب إلى امتلاك سلاح نووي مما كانت تعتقد.

وعقب تصريحات ترمب، اتهمت جابارد “الإعلام غير النزيه” بمحاولة استغلال شهادتها بشكل خاطئ لإثارة الانقسام بين صفوف الرأي العام والسياسي.

تطور علاقاتها وترشيحها للمناصب الأمنية

  • بالرغم من تهميشها في بعض الأحيان، تم تعيين جابارد في منصب مدير الاستخبارات الوطنية، وهو قرار مثير للجدل، لقُدرتها على الحصول على دعم من الحزب الجمهوري وبعض الديمقراطيين.
  • تاريخها الحربي وخدمتها في العراق والكويت، جعلها مرشحة مؤهلة من وجهة نظر مؤيديها، رغم انتقادات البعض لافتقارها للخبرة الاستخباراتية التقليدية.

الرحلة السياسية والتحولات الفكرية

  • بدأت مسيرتها السياسية مع الحزب الديمقراطي، ثم اتخذت مواقف أكثر انعزالاً ومعارضة للحروب في الشرق الأوسط، مما أدى إلى انضمامها للتيار المستقل في عام 2022.
  • في مواجهة التغيرات الحزبية، ساندت ترشح ترامب للرئاسة وأيدته في بداية حملته الانتخابية، معتبرة أنه يعمل على إنهاء الحروب، وهو موقف يفسر باعتباره تغيراً استراتيجياً أكثر منه تماهي كامل مع توجهاته السياسية.

الخلفية العائلية والروحانية

تمتلك جابارد خلفية عائلية سياسية عميقة، حيث كان والدها عضو مجلس شيوخ من قبل ولكنه غيّر انتماءه الحزبي. نشأت في جزيرة هاواي، وتربت على ديانة الهندوسية، وقد تلقت تعليمها بشكل ذاتي بمساعدة والديها، وظهرت روابطها مع جماعة “علم الهوية”، وهي حركة روحية تجمع بين تعاليم هندوسية وبعض الممارسات الروحية الأخرى.

واجهت انتقادات بشأن علاقاتها مع الجماعة، خاصة في ظل الاتهامات بمحاولة التأثير على مواقفها السياسية لجماعة ذات نفوذ ديني، إلا أنها نفت أي علاقة تنظيمية رسمية معها، وأكدت على استقلاليتها الفكرية.

مواقفها من الملفات الدولية والأمنية

  • عارضت جابارد التدخلات العسكرية الأمريكية، وركزت على ضرورة الحكمة في استخدام القوة، مع تبني مواقف مناهضة للحروب، خاصة في سوريا والعراق، حيث رأت أن التدخلات أدت إلى زعزعة استقرار المنطقة وزيادة التهديدات الأمنية للولايات المتحدة.
  • دعمت تأييد ساندرز في التداخلات الخارجية، وزارت سوريا والتقت ببشار الأسد، وهو أمر أثار جدلاً واسعاً بين أنصارها ومراقبي سياستها.

الختام

يظل مستقبل جابارد السياسي محور اهتمام، خاصة في ظل تحولات السياسة الأمريكية والخلافات داخل المؤسسات الاستخبارية، حيث تتراوح الآراء بين التقدير لخبراتها وموقفها المستقل وبين الانتقادات بشأن خبرتها السياسية والأمنية. وبينما تتغير مواقفها وتوجهاتها، تظل رمزاً لمواقف معارضة للتدخل العسكري وتأكيد على أهمية الحكمة والنقد في التعامل مع الأزمات الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى