مفاعل نطنز: ما المعلومات المتوفرة عن المنشأة الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم؟

نشوب حرب بين إيران وإسرائيل وتطورات منشأة نطنز النووية
تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل كبير مع تصعيد العمليات العسكرية والهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك التي تقع في قلب البرنامج النووي الإيراني والذي يمثل محور اهتمام دولي كبير. من بين هذه المنشآت، يبرز مفاعل نطنز كأحد الأصول الأكثر حساسية واستهدافًا في الصراع النووي والإستراتيجي بين الطرفين.
مفاعل نطنز: القلب النووي الإيراني
يقع مفاعل نطنز على بعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، في منطقة نائية على الهضبة الإيرانية، ويعد أحد أهم منشآت تخصيب اليورانيوم وأبرز رموز الطموحات النووية الإيرانية. يتسم هذا الموقع بخصائص فريدة من حيث بنيته التحصينية والوظيفية التي جعلت منه هدفًا رئيسيًا للهجمات والتخريب.
تأسيس وتاريخ مفاعل نطنز
- بدأت أنشطة بناء المفاعل في أواخر تسعينيات القرن العشرين ضمن مسعى إيران لإنشاء بنية تحتية نووية مكتملة.
- تم الكشف عن المنشأة للعالم في عام 2002 من قبل جماعة مجاهدي خلق، ما أثار مخاوف دولية واسعة.
- رُخصت رسميًا في عام 2003 بعد مفاوضات دولية، وبدأت عمليات التفتيش والرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وظائف مفاعل نطنز وأهميته الاستراتيجية
المفاعل مخصص لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي، وقد بدأ العمل بأجهزة من نوع “IR-1” ثم تطور إلى أجهزة أكثر تقدمًا. وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، تم تقليص أنشطة التخصيب وتفكيك الأجهزة المتقدمة، إلا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 أدى إلى استئناف وتوسيع الأنشطة، حتى وصلت نسبة التخصيب إلى 60%.
- الأهمية الجيوسياسية للمفاعل تكمن في قدرته على توفير مخزون من اليورانيوم المخصب، والذي يمكن أن يستخدم للأغراض المدنية أو العسكرية.
- هو مركز رئيسي في استراتيجية إيران النووية، ويُراقب عن كثب من قبل المجتمع الدولي.
الهجمات والتهديدات التي واجهت منشأة نطنز
- في عام 2010، استُهدف المفاعل بواسطة فيروس “STUXNET” الذي يُعتقد أنه من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل، مما أدى إلى تعطيل كبير في أجهزة الطرد المركزي.
- في يوليو 2020، وقع انفجار غامض داخل مركز تجميع أجهزة الطرد، وأُتهم إسرائيل بالتخريب.
- وفي أبريل 2021، تعرضت المنشأة لقطع مفاجئ في الكهرباء أدى إلى تدمير أجهزة طرد مركزي، مع الاشارة إلى تورط جهاز الموساد واحتمال وجود خرق داخلي.
- خلال الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل، تعرض المجمع لضربة مباشرة على محطة التخصيب تحت الأرض، أدت إلى أضرار كبيرة في أجهزة الطرد.
التحديات والتدابير الإيرانية في مواجهة التهديدات
على الرغم من تحصينات نطنز جزئياً، إلا أن المنشأة لا تملك نفس مستوى الحماية كما المنشآت الأخرى، مثل منشأة فوردو المدفونة في الجبال. لذلك، اتبعت إيران إجراءات لتعزيز دفاعاتها:
- توسيع البنية التحتية تحت الأرض وتعميقها.
- بناء منشآت أعمق في الجبال المحيطة.
- تعزيز الدفاعات الجوية حول الموقع.
- توزيع أجهزة الطرد على منشآت متعددة لخفض الاعتماد على نطنز فقط.
خلاصة وتوقعات مستقبلية
رغم الإجراءات المطورة، يظل نطنز هدفًا استراتيجيًا عالي الأولوية في نزاع الشرق الأوسط النووي، مع احتمالية أن يكون مركزًا رئيسيًا في تطوير الأسلحة النووية إذا استمرت إيران في توسيع قدراتها التخصيبية. المواجهة بين إيران وإسرائيل تواصل دفع المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حاسمة، مع استمرار التهديد بعمليات استباقية وتخريبية في سبيل الحد من القدرات النووية الإيرانية.