توتّر إيران وإسرائيل.. تساؤلات حول مدى قدرة ترمب على تحديد قرار دخول أمريكا خلال أسبوعين

تأملات في قرار ترمب وتأثيره على السياسات الدولية وأزمات الشرق الأوسط
شهدت الساحة السياسية الدولية خلال الفترة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في التوترات، خاصةً مع التصريحات والمواقف التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاه قضايا متعددة، منها الملف النووي الإيراني والانتخابات الأمريكية، فضلاً عن الصراعات الإقليمية التي تعكس تصاعد وتعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
انتظار استراتيجي وتوتر متصاعد
وفي خطوة جديدة، أعلن ترمب عن تأجيل اتخاذ قرار نهائي بشأن الانخراط في مواجهة مع إيران وإسرائيل لمدة أسبوعين، وهو ما أتى في ظل ظلال من الشك حول قدرته على استغلال مساحة المناورة، خاصة مع تجارب سابقة شهدت انتهاء محاولاته بدون قرارات حاسمة.
- تصريحاته السابقة أشارت إلى اقتراب العمل العسكري، لكن تراجعه الأخير يثير التساؤلات حول مدى جدية الاستعدادات الأمريكية للقيام بعمل عسكري مباشر ضد إيران، خاصةً منشأة “فوردو” النووية.
- موقف ترمب يعكس نمطاً من التأجيل والتسويف، وهو سمة تتكرر في إدارة الملفات الشائكة، سواءً كانت تتعلق بالاقتصاد أو الأمن القومي.
مخاطر وحسابات معقدة في المنطقة
وفي حال قررت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات عسكرية، فإن حياة القوات الأمريكية ستكون على المحك، وقد يُنجم عن ذلك موجات من التصعيد الجيوسياسي، تهدد باندلاع حروب إقليمية أو داخلية في إيران، فضلاً عن تداعيات موسعة في الشرق الأوسط.
الملف الإيراني وخلفية الحرب المحتملة
وفي سياق متصل، لا تزال مخاوف من تكرار مآلات حرب العراق تلوح في الأفق، خاصة مع ظهور تقييمات استخباراتية تشير إلى أن إيران ليست على وشك صنع سلاح نووي، رغم تصعيد الجهات الأمريكية المبرر بالحاجة لمنع أي تحرك نووي إيراني.
- مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، أكدت أنه لو كانت واشنطن تعلم أن إيران على بعد أسابيع من امتلاك قنبلة نووية، لكانت في حالة حرب بالفعل، وهو ما يضع علامات استفهام حول مدى دقة التقييمات والتقارير الاستخباراتية.
- موقف ترمب الرافض لتقييم جابارد يعكس تبايناً في الرؤى، خاصة على خلفية التوترات السياسية والإعلامية بين المؤسسات الأمريكية ذات الصلة.
تاريخ سياسي وتجارب سابقة
وفي سياق التاريخ، يذكر أن الرئيس أوباما قد اتخذ قراراً مماثلاً بعدم قصف سوريا، وذلك تجنباً لمواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب، إذ رأى حينها أن التردد هو الخيار الأفضل للحفاظ على مصالح البلاد، وهو ما يُمكن أن يُنظر إليه اليوم على أنه دروس وعبر في إدارة الأزمات.
الخيارات بين الدبلوماسية والعسكرية
وفي ظل تصاعد الضغوط، يبرز سؤال هام حول مدى قدرة الدبلوماسية على تلبية مصالح الطرفين، لا سيما مع اقتراب موعد حاسم، إذ يرى خبراء أن الوقت يمنح فرصةً لإجراء محادثات تتيح تفادي أي تصعيد عسكري غير مخطط له.
- التحركات المحتملة تشمل إمهال إيران فرصة للمفاوضات، مع استمرار الضغط العسكري المهدئ، إلى أن يُتخذ قرار نهائي يتعلق باستخدام القوة أو الحلول الدبلوماسية.
- وفي الوقت ذاته، تظل الخيارات العسكرية قائمة، خاصة إذا ما استمرت إسرائيل أو غيرها من القوى الإقليمية بتصعيد العمليات الميدانية، وهو ما يضع الولايات المتحدة أمام معضلة استراتيجية حاسمة.
السيناريوهات المستقبلية وتوقعات المراقبين
وفي تحليل لموقف ترمب، يذكر أن بعض المحللين يرون أن اعتماد أسلوب التردد قد يعكس محاولةً لإدارة الأزمة بصورة محسوبة، مستفيدين من دروس التجارب السابقة، ليكون الحل الأخير هو الخيار العسكري، إذا ما استمرت التهديدات والتصعيد.
- ومن جهة أخرى، فإن تصورات إيران ونظامها السياسي قد تتغير بناءً على وتحلل مواقف واشنطن، خاصةً إذا ما رأوا في تراجع ترمب مؤشر ضعف، قد يدفعهم لمحاولة التمرد أو حتى اختبار حدود التحالفات الإقليمية والدولية.
- وفي النهاية، يبقى قرار الحرب أو السلام مرتبطاً بموازين القوة، وتحليل الحسابات السياسية، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستختار التصعيد أم الدبلوماسية.
ختام وتوقعات مستقبلية
وفي ظل التحولات الراهنة، يظل أمام المجتمع الدولي خيارات متعددة، تبدأ بالحوار الدبلوماسي، وتنتهي بعواقب الحرب، التي يجب أن يُنظر إليها بعناية وبتفكير استراتيجي بعيد المدى لضمان أمن واستقرار المنطقة والعالم.